لا تزال قضية المخطوفين اللبنانيين في مدينة أعزاز السورية تشغل الأوساط اللبنانية والتركية، لا سيما بعد عملية الخطف التي تعرض لها الطيار التركي ومساعده على طريق مطار بيروت الدولي يوم الجمعة الماضي، حيث تكشف العديد من المصادر لـ"النشرة" أن هذه القضية وضعت على نار حامية في الساعات الأخيرة، وتشير إلى وجود إتصالات ومبادرات تطرح في هذا السياق.

في البداية، تعتبر مصادر لبنانية أن ما حصل في الأيام الأخيرة يؤكد الدور التركي في عملية خطف اللبنانيين، حيث لم يعد من الممكن القول أن الحكومة التركية غير قادرة على الضغط من أجل الإفراج عنهم سريعاً، وترى أن البيان الأخير الصادر عن "لواء ​عاصفة الشمال​" خير دليل على ذلك، كما أنّ المنطقة التي يحتجز فيها المخطوفون تقع على مقربة من الحدود التركية، وهم نقلوا أكثر من مرة الى مخيم كليس الذي يخضع لسيطرة الجانب التركي بشكل أساسي.

من جهة ثانية، تتحدّث مصادر مطلعة لـ"النشرة" عن اتصالات جرت مع الجهة اللبنانية التي خطفت الطيارين التركيين، لكنها ترفض الكشف عن المزيد من التفاصيل عن هذا الموضوع أو تحديد طريقة الاتصال، وتكتفي بالقول أن ما تبيّن بنتيجة هذه الاتصالات هو أنّ لا علاقة للمجموعة الخاطفة بـ"حزب الله" أو بأهالي المخطوفين اللبنانيين، وتشير إلى أن هذه الجهة جددت إعلانها الإستعداد لإطلاق سراح الطيار التركي ومساعده مقابل الإفراج عن اللبنانيين التسعة.

وتشير المصادر إلى أن هذا الطرح نقل إلى قيادة "لواء عاصفة الشمال" التي أكدت أن لا علاقة لها بالمواطنَين التركيّين المخطوفَين، طالبة الإفراج عن باقي المعتقلات السوريات في السجون السورية من أجل إطلاق سراح اللبنانيين.

وتكشفت المصادر نفسها عن عرضها طرحاً على الجانبين اللبناني والسوري يقضي بالافراج عن مساعد الطيار مقابل الإفراج عن 4 من المخطوفين في مرحلة أولى، على أن يتم بعد ذلك الإفراج عن الطيار مقابل الخمسة الباقين، لكنها تؤكد أن الجانبين لم يتجاوبا مع هذا الطرح حتى الساعة.

في ظل هذه المعطيات، تكشف المصادر عن نقل "لواء عاصفة الشمال" إلى مخيم كليس 3 من اللبنانيين في الليلة الماضية، وترى في هذه الخطوة "بادرة إيجابية جداً"، حيث أن هذه الخطوة تكون في العادة مقدمة من أجل الإفراج عنهم، متوقعة سماع أخبار جيدة على هذا الصعيد في القريب العاجل.

ولا تستبعد المصادر أن يكون ملف المخطوفين قد وُضع على سكة البحث التي توصل الى نهاية سعيدة في حال لم تحصل أي عرقلة من جانب أي جهة، وتوضح أن موضوع المعتقلات سوف يتابع، لا سيما أن الجانب السوري كان قد أعلن الإستعداد لإطلاق سراحهنّ من أجل المساعدة على الإفراج عن المخطوفين اللبنانيين.

من جانبه، يرى سفير المفوضية الدولية لحقوق الانسان في لبنان والشرق الاوسط ​علي عقيل خليل​، في حديث لـ"النشرة"، أن البيان الصادر عن "لواء عاصفة الشمال" يعيد الأمور إلى البيان الذي صدر قبل مدة عن العفو الذي قد يشمل إثنين من اللبنانيين، ويلفت إلى عودة الحديث عن اللجنة الدولية التي تضم ممثلين عن الحكومة التركية والقطرية واللبنانية، ويشير إلى أن خطف التركيين لم يعرقل عملية الإفراج عن بعض المخطوفين بخلاف ما تم الترويج له، حيث أن عملية الخطف على طريق المطار حصلت بعد عيد الفطر، في حين أن موعد الافراج عنهم كان محدداً قبل ذلك.

من جهة ثانية، يؤكد عقيل أن المفوضية الدولة على إستعداد للتعاون من أجل الوصول إلى نتائج ايجابية في هذا الملف، ويشير الى أنها مستعدة أيضاً لمتابعة قضية المعتقلات السوريات أيضاً.

ويتحدث خليل عن طرح يقوم على تسليم المخطوفين التركيين إلى مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي يحظى بثقة واسعة من قبل أهالي المخطوفين، على أن يتم مقابل ذلك تسليم المخطوفين اللبنانيين الى الجانب التركي، ومن ثم تنقل الطائرة التي ستعيد التركيين إلى بلادهم اللبنانيين في طريق عودتها.