تكتسب القمة اللبنانية – الفرنسية التي ستعقد غداً السبت في احد فنادق نيس الفرنسية، اهمية خاصة، ليس لأنها الاولى من نوعها، بل هي الثالثة في نحو 13 شهراً منذ تسلم الرئيس فرنسوا هولاند مهماته في قصر الاليزيه، وتتزامن مع الدورة السابعة للألعاب الفرنكوفونية التي ستفتتح، ويسلم خلالها لبنان رئاسة الدورة الى فرنسا. القمة الاولى كانت في الاليزيه في 12/ 07/ 2012 بناء على رغبة الرئيس سليمان، والثانية كانت لهولاند بزيارته القصر الجمهوري في بعبدا الاحد في 4/ 11/ 2012 قبل توجهه الى السعودية، وأعلن يومها انه حرص على ان تشمل زيارته الاولى للشرق الأوسط لبنان، مشدداً على أهمية تجنيب لبنان الانزلاق في الازمة السورية. واكد ان بلاده ستساعد القوات المسلحة في لبنان بالاسلحة والمعدات. وحرص على تأكيد رفضه التدخل الاجنبي في سوريا، مبدياً استعداد بلاده على التعاون عبر الاجهزة الامنية في كلا البلدين لمعرفة قتلة اللواء وسام الحسن.

وأفادت مصادر ديبلوماسية "النهار" ان قمة نيس ستلتئم بناء على رغبة هولاند، وتكمن اهميتها في انها تأتي في خضم التحضير لتوجيه الضربة العسكرية الاميركية الى سوريا، علماً ان فرنسا قررت المشاركة فيها. واشارت الى ان الرئيسين سيتطرقان الى تشديد الحماية على السفارة الفرنسية والمصالح الفرنسية الاخرى تحسباً لاعمال التفجير، وربما خطف الديبلوماسيين العاملين فيها انتقاماً من مشاركة فرنسا في الضربة، ويطلب سيد الاليزيه من سليمان حماية هؤلاء تنفيذاً لاتفاق فيينا، مع التذكير بضرورة حماية الكتيبة الفرنسية العاملة في عداد "اليونيفيل"، وهي الأكبر عدداً من سائر كتائب الدول.

واضافت ان الموضوع الثاني المطروح على جدول الاعمال هو المؤتمر الرفيع المستوى المخصص لمساعدة لبنان، والذي سيعقد في نيويورك في 25 من الجاري على هامش الدورة العادية للجمعية العمومية للامم المتحدة، وتوفير شبكة الامان له في بيروت، وسيحضره الرئيس سليمان على رأس وفد يتألف من نائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل وكل من وزيري الخارجية والمغتربين عدنان منصور والشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور. وسيتناول الطرفان مقومات دعم لبنان الاستقرار السياسي، وعدم الانزلاق الى الازمة السورية، مع العلم ان اللبنانيين متورطون عسكريا، و"حزب الله" يقاتل ضد قوات المعارضة وسجل انتصاراً بارزاً في القصير، ولا يزال منتشراً على أكثر من جبهة. وهناك ايضاً قضية اللاجئين السوريين الى لبنان والاعباء المتصاعدة، بعدما تجاوز العدد المليون نسمة، علماً ان المفوضية العليا للاجئين تعترف بـ670 الفاً مسجلين. وفرنسا مع تشكيل حكومة في أسرع وقت، ومع اجراء الانتخابات النيابية عندما تتوافر الاجواء الملاءمة لها، وبالتأكيد فإن هولاند مع اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها.

اما الموضوع الثالث في جدول اعمال قمة العمل في نيس فيركز على الضربة العسكرية لسوريا، وسيطلع الرئيس الفرنسي نظيره اللبناني على حصيلة المشاورات التي جرت في القمة الصناعية التي كانت قد عقدت في سان بطرسبرج في روسيا امس واليوم الجمعة، وما وصلت اليه الاتصالات الاميركية – الاميركية في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ وتصويتها بالايجاب لدعم الضربة، مما يفتح الباب امام استكمال التصويت في المراحل المتبقية قبل طرح التصويت على الكونغرس بمجلسيه.

واللافت هو تأكيد وزير الخارجية الاميركي جون كيري استثناء ايران و"حزب الله" من صواريخ "توما هوك" و"كروز" في حال لم يتورط الحزب في القتال والتزام "اعلان بعبدا".