رأى النائب ​عاصم قانصو​ أن "ما تشهده ولادة الحكومة من تعقيدات ومراوحة وتأجيل، سببه تداعيات الأزمة السورية على السياسة في لبنان أكثر منه مطالب رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون، خصوصا ان جوهر هذه التعقيدات يتمحور حول انتخابات رئاسة الجمهورية التي ستشرف الحكومة العتيدة على إنجازها، فالدول الغربية المعنية بالملف اللبناني تنتظر ما سيخرج به مؤتمر "جنيف 2" كي تضع العربة اللبنانية على السكة التي تتناسب وروحيته، والتي ستترافق مع تقدم ميداني كبير للجيش السوري النظامي لاسيما في تلكلخ السورية وجرود عرسال تحت عنوان محاربة الإرهاب".

وتعليقا على ما أوردته صحيفة "الأخبار" بأن لقاء حصل في روما بين رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وعون حيث تم التوافق بينهما على جملة من عناوين المرحلة المقبلة، اكد عدم صحة ما روته الصحيفة المذكورة، لافتا إلى انها "مجرد أقوال صحفية لا ترقى الى الواقع بشيء، خصوصا ان مناخ زيارة عون للفاتيكان كان عنوانه الأبرز إن لم يكن الوحيد هو رئاسة الجمهورية"، وقال: "سواء التقى عون بالحريري أم لم يلتق، فمن المستحيل أن يصار إلى تفاهم بينهما نظرا للاختلاف الجذري في التوجه بين الرجلين، فمن يعرف جيدا عقلية عون يدرك انه ليس من النوع الذي يتعاطى بحنكة من هذا الوزن مع العناوين السياسية، لاسيما وان العناد يتحكم في مواقفه التي غالبا ما تأتي دون نكهة أو طعم، وهو ربما يجعله يشعر بالغبن والاستهداف، علما انه سيضطر إلى تغيير موقفه في الربع الساعة الأخير لضمان عدم بقائه خارج الحكومة".

ولفت قانصو في حديث إلى صحيفة "الأنباء" الكويتية إلى أن "حكومة الثلاث ثمانيات لا معنى لها، خصوصا ان إحداها ستؤول لمن يوصفون انفسهم وهماً بالوسطيين، إلا أن التمسك بهذه الصيغة الحكومية ناتج عن وجود قناعة لدى الجميع بعدم حصول ​الانتخابات الرئاسية​ في موعدها الدستوري"، جازما انه "لا انتخابات رئاسية في لبنان قبل الانتخابات الرئاسية في سوريا في حزيران المقبل حيث سيعاد انتخاب الرئيس بشار الأسد بنسبة 70% من أصوات السوريين، وستشهد على اثره الساحة السياسية اللبنانية إعادة تموضع لكثيرين من أهل السياسة خصوصا لجهة نظرتهم إلى العلاقات اللبنانية - السورية".

من جهة ثانية، أشار إلى أن "حكومة الثلاث ثمانيات ليست عادلة لجهة التمثيل الحزبي بحيث ستختصر تمثيل 8 آذار بحزب الله وحركة أمل والتيار العوني دون رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان والقومي والبعثي"، معتبرا ان "شعار المحافظة على العماد عون كعنصر مسيحي في قوى 8 آذار لا يبرر استبعاد الآخرين".

وعن إمكانية موافقة حزب الله على تشكيل حكومة حيادية فيما لو استمر التعثر بتشكيل حكومة الثلاث ثمانيات، لفت قانصو إلى أن "ما يهم حزب الله هو قيام حكومة تحمي ظهر المقاومة، لان عدم وجود حكومة سيصيب الجميع دون استثناء بضرر مباشر"، لافتا إلى ان "حكومة حيادية تقوم على الميثاق والمناصفة بين المسلمين والمسيحيين وتنال ثقة المجلس النيابي، افضل من لا حكومة بالمطلق، علما أن الحياد والوسطية في لبنان هو كذبة كبيرة اخترعها البعض على قاعدة السياسة فن الممكن"، مؤكدا انه سيعطي الثقة لحكومة حيادية من أشخاص غير حزبيين انما مقربون من الأحزاب، وذلك لمنع البلاد من الانفلات نحو الأسوأ، ولقطع الطريق أمام المنظمات التكفيرية من العبث بأمن واستقرار لبنان.