مما لا شك فيه أنّ ما يجري من حولنا في العالم من فوضى وانحراف وتطرف يحتاج إلى استنفار واتحاد كلّ العقلاء وأصحاب الرأي السديد والاعتدال وأهل الاستقامة، وهذا الكلام ليس دعوة تبرعية او تطوعية، بل هو من باب الواجب، باعتبار ان السفينة الانسانية تتعرض للغرق بمبادئها وقيمها وحضورها الفكري والاخلاقي والمعنوي، من خلال إلباس الأمة أثوابًا ليست على قياسها وذلك أقل الاقوال التي يمكن تقال بصفات وعناوين تلصق بها زوراً وبهتاناً لتمويه الاجرام والقتل والدمار، لكن في هذه الايام باتت كل الالاعيب مكشوفة ولم تعد خافية على أحد، ومسلسل الاحداث في الشرق الاوسط كشف المستور، وسياسة الالغاء وعدم تقبل الآخر وتكفيره على قاعدة كل من ليس معنا فهو علينا، ازالت اللثام عن الحقيقة بالممارسات والحقائق، وهاكم طالبان التي تعاونت مع كل الفصائل الافغانية لاجل تحرير افغانستان من الاحتلال السوفياتي وما ان تحقق الهدف بانسحاب الجيش السوفياتي سرعان ما انقلبت طالبان على اقرانها في الثورة واستعملت معهم حرب ابادة ناهيك عن القوانين الرعناء التي طُبقت اثناء حكم طالبان البلاد.

وفي مصر حيث تسلق التطرف جدار ثورة الشباب بعناوين مختلفة وأدى ذلك الى قضم انجازات ثورة الشباب لتكون تلك الثورة حصان طروادة لوصول الاخوان الى السلطة وبدأت سياسة الالغاء بدءاً من افراغ البرلمان من غير الاخوان وصولاً الى عزل المشير حسين طنطاوي بطريقة التوائية وليس اخرها عزل القضاة والمحافظين وهذا ما تسبب بانفجار البركان بوجه الاخوان وخروج القادة الدينيين عن صبرهم مما دفعهم للتنسيق مع السيسي لأخراج البلاد من مأزق محتم ونتج عن ذلك خلع الرئيس مرسي وسجنه ومحاكمته وما كان ذلك الا نتجية للسياسة الآحادية وعدم تقبل الآخر وفي سوريا المشهد الابرز والأخطر وانقلاب على الشعارات السلمية والاصلاحية والمطالبة بالحقوق لتتحول سوريا الى ساحة حرب حقيقية ومحطة لكل مرتزقة العالم وكل أهل الانحراف والتطرف والتكفير واعلان الحرب على الانسانية جمعاء بكل ما تمثل هذه الكلمة من معاني وحيث هذه النوع من العدائية المغرضة ليس له شبيه الا اسرائيل العنصرية التي وان اختلفت معهم ببعض وجهات النظر الا ان المضمون والنتيجة واحدة وهو تدمير لمقدرات الأمتين الاسلامية والعربية، بمزيد من ارتكاب المجازر وتدمير القرى وقتل الشيوخ والاطفال والنساء دون رحمة فإن صح القول فإن اسرائيل العنصرية والتطرف والتكفير وجهان لعملة واحدة.