أشار رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" الى انه "كان يقول انه غدا نتفق على حكومة وبعده على قانون انتخاب وبعده على رئيس جمهورية وبعده ايضا على إدارة مالية واقتصادية للبلد، والكل يعرف في حقيقة نفسه أن لبنان ما عانى يوماً لا أزمة حكومة ولا أزمة رئاسة ولا أزمة حكومات متعاقبة"، مشيراً الى ان "لبنان يعاني ضعفا مخيفا وفسادا في نظامه السياسي، هذا النظام الذي بات غير قادر على ادارة الازمات التي نواجهها"، متسائلاً "إلى متى سنظل نكابر ونقول أن "الطائف" لا يمس؟".

واضاف ارسلان "أنجز اتفاق الطائف على مقاس الادارة السورية في لبنان، وقد سقط عند خروج السوريين من لبنان، وأكبر دليل أنه منذ العام 2005 لغاية اليوم لا نتمكن من تشكيل حكومة كما يجب، ولا انتخاب رئيس جمهورية كما يجب، ولا نستطيع اجراء انتخابات نيابية، وفي كل مرة ننتظر ونبقى سبعة أو ثمانية أشهر وسنة وسنة ونصف السنة في حالة الفراغ على مستوى الحكومة ورئاسة الجمهورية"، مشيراً الى انه "الآن، وحيال هذا الواقع نسمع في وسائل الاعلام أن الرئاسة في ايلول او في تشرين، أو الرئاسة بعد النصف الاول من العام 2015، من يحدد متى الرئاسة؟، في المنطق العقلي هو الدستور، في منطق ميزان القوى القائم في لبنان منذ العام 2004 أي منذ عشر سنوات الى الآن، هو التوازن الاقليمي والدولي، بمعنى انه اذا لم يكن هناك اتفاق ايراني – سعودي لن يكون هناك رئيس للبنان، ومن ثم هل سأل أحد لماذا بقينا سنة ونصف السنة من دون حكومة وبقينا في تصريف الاعمال، ماذا حصل؟ نمنا مساء واستيقظنا صباحا وبقدرة قادر أصبح لدينا حكومة، تمام سلام كلف بتشكيل حكومة وبعد نحو سبعة أشهر نمنا واستيقظنا على حكومة في البلد، ومن ثم نسمع الطائف لا يمس"، لافتاً الى ان "الطائف شجع وحمى الفساد وأفسد الطبقة السياسية في البلد قبل غيرها، وجاء نتيجة تسوية اقليمية وضعت بشروط معينة، كان المطلوب في الطائف أن يكون هناك مايسترو، وهذا المايسترو خرج من لبنان، والناس أنفسهم الذي أنجزوا "الطائف" وأعطوا ادارة البلد 30 سنة للسوريين، هم انفسهم الذين أرادوا خروج السوريين والحفاظ على الطائف، كيف جمعوا هذا مع ذاك لا أحد يعرف؟".

وراى ان "اليوم تتعرض المنطقة الى اخطر ما يمكن ان نشهده بما يسمى بدولة "داعش"، الخلافة الاسلامية في العراق وسوريا، ومن ثم يقولون المطلوب هو أنظمة ديمقراطية، ولكن الديمقراطية في مفهومنا هي ثقافة قبل ان تكون ممارسة"، متسائلاً "من يحدد مفهوم الديمقراطية؟"، مضيفاً "هذه سوريا تحت شعار الديمقراطية حكمنا جبهة النصرة وداعش فينا، هذه مصر تحت شعار الربيع العربي جاء الاخوان المسلمون، هذه ليبيا واليمن وتونس، ما يحصل تحت شعار الربيع العربي هو المزيد من التفتيت، واستبدال ما يسمى بالقومية العربية بمذاهب اسلامية".

ولفت أرسلان إلى أن "موجة التكفير جاءت ونمت على انقاض ما كان يسمى بالأمة العربية الواحدة والقومية العربية العابرة للطوائف والمذاهب والاثنيات فاذا بنا اليوم نعود الى عصر ما قبل الجاهلية واذا أكملنا هكذا سيكون الآتي أعظم".