لفتت صحيفة "الخليج" الاماراتية الى أن "الخلل في موازين القوى بين إسرائيل والمقاومة ال​فلسطين​ية هو خلل كبير في الموازين العسكرية، فإسرائيل تمتلك أكبر سلاح جو في المنطقة وأكثره تطوراً، وآلة عسكرية هائلة يمكنها أن تدمر وتقتل، وقد أدت هذا الدور بكفاءة في قطاع غزة، وفي كل حروبها السابقة في القطاع ولبنان، انطلاقاً من عقيدة صهيونية ثابتة في ممارسة عمليات إبادة وارتكاب جرائم حرب".

واشارت الى أنه "لا يمكن قياس نتيجة الحرب مع إسرائيل بمدى الدمار الذي تلحقه وبأعداد المدنيين الذين تقتلهم، فهذه نتيجة تدخل في حسابات المقاومة، بل وفي حسابات الشعب الفلسطيني في إطار صراع مستمر وممتد مع عدو عنصري احتلالي همجي، وبين شعب يخضع للاحتلال والقهر، ويصر على انتزاع حقه، ومستعد دائماً لتقديم التضحيات"، موضحة أننا "أمام معادلة واضحة: آلة عسكرية متفوقة تقتل وتدمّر في مواجهة شعب صامد يمتلك الإرادة ومتمسك بحقه".

وأضافت الصحيفة: "لكن هذه ليست كل الصورة، هناك جوانب أخرى أكدتها المواجهات القائمة في قطاع غزة بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال تجلي الصورة وتوضحها، وتقدم حقائق واضحة في مجرى هذا الصراع الذي نشهد أحد فصوله الدامية الآن"، لافتة الى أن "أولى هذه الحقائق، أن المقاومة كشفت كم أن هذا الجيش الإسرائيلي الذي يوصف بأنه لا يقهر، هزيل ويمكن ضربه وإيلامه وإيقاع الخسائر به في المواجهات المباشرة، بل وأسر جنوده، رغم ما يمتلك من قوة نارية ودعم وإسناد بري وجوي".

وذكرت أن "ثانية هذه الحقائق، أن الحرب الحالية في غزة، كما في الحربين السابقتين وخلال عدوان تموز على لبنان عام 2006 أظهرت هشاشة قوة الردع الإسرائيلية، وأن بالإمكان خلق حالة توازن ردع معها، من خلال منظومة صاروخية ذات مديات مختلفة، ومن خلال إجبار الاحتلال على دخول مواجهات مباشرة تكبده خسائر بشرية، ومن خلال عمليات نوعية، واجتراح وسائل قتالية تتجاوز قدراته التقنية والاستخبارية".

وشددت على أن "ثالثة هذه الحقائق، أن مثل هذه الحروب أثبتت هشاشة جبهته الداخلية من خلال دفع مستوطنيه إلى الاختباء في الملاجئ، وشل الحياة في مختلف قطاعات العمل، مع ما يمكن أن يكبده خسائر مادية هائلة، وبما يجعل كل مساحة فلسطين المحتلة غير آمنة لمستوطني الكيان، وبأنها ليست جنتهم الموعودة أو أرض الميعاد، بل هي أرض قد تتحول في كل لحظة إلى جحيم يهدد حياتهم وأمنهم".