في اليوم الثامن عشر من العدوان على غزة قرر المجلس الوزاري «الإسرائيلي» المصغر البحث في هدنة تمتد خمسة أيام من دون الخروج من غزة، تتيح للجيش «الإسرائيلي» مواصلة تدمير الأنفاق، وذلك بعد أن واجهت «إسرائيل» صعوبة في فرض وقف النار من دون شروط مسبقة وفق المبادرة المصرية، وفشلت وسائل الضغط الأميركية عبر الدول الموالية لواشنطن في دفع قيادة المقاومة الفلسطينية في الاستجابة لذلك.

غير أن الهدنة الموقتة التي تسعى «إسرائيل» من ورائها إلى امتصاص نقمة الرأي العام الدولي والحد من الضغط الدولي المطالب بوقف العدوان بعد المجازر الوحشية التي ارتكبها جيش الاحتلال في غزة تواجه عقدة حقيقية، ألا وهي أن بقاء الجيش «الإسرائيلي» قرب المناطق السكنية يجعله عرضة لكمائن المقاومة تحت الأرض إن هو حاول استخدام الهدنة غطاء لمواصلة علمياته لتدمير الأنفاق، فهو سيصطدم برجال المقاومة الذين لجأوا إلى استخدام الأنفاق لمواجهة تفوقه، وهم يعرفون خريطتها فيما جيش الاحتلال لا يعرف تفاصيلها، ولهذا تعمل حكومة العدو عبر حليفتها واشنطن من أجل إيجاد مخرج ـ اتفاق لوقف النار يخرج الجيش «الإسرائيلي» من ورطته الحالية يكون بمثابة اتفاق وسط بين مطالبها ومطالب المقاومة، توقعت الصحف «الإسرائيلية» أن يشتمل على الاستجابة لمطلب المقاومة فتح معبر رفح إلى جانب خطة اقتصادية لإعمار قطاع غزة، مقابل مطلب «إسرائيل» بإدخال قوات تابعة للسلطة الفلسطينية إلى الحدود والمعبر بين غزة ومصر وإلى جانب تشديد الرقابة «الإسرائيلية» قبالة شواطئ القطاع، وفي حال الفشل في تحقيق مثل هذا الاتفاق الذي يستهدف كما هو واضح جعل قوات الأمن الفلسطينية بمثابة حرس حماية لأمن الكيان، وحاجزاً بين المقاومة وجيش الاحتلال، فإن الحكومة «الإسرائيلية» تدرس اقتراحاً لقيادة الجيش «الإسرائيلي» بإعلان انتهاء المرحلة البرية من الحملة العسكرية خلال أيام ومواصلة الحرب على المقاومة بطرق أخرى. لكن هذا المخرج الثالث أيضاً مرتبط تحقيقه بقرار المقاومة التي أعلنت أنها لن توقف القتال حتى تحقيق مطالبها ما يعني أنها ستلاحق الجيش وتواصل إطلاق الصواريخ ضد تجمعاته ومستوطناته، ويؤشر كل ذلك إلى أن حكومة نتنياهو تواجه مأزقاً في كيفية الانسحاب من قطاع غزة وإنهاء عدوانها الفاشل بأقل الخسائر السياسية. والذي يؤدي استمراره إلى تكبد «إسرائيل» مزيداً من الخسائر البشرية والاقتصادية والسياسة وازدياد عزلتها الدولية وتوقف الرحلات الجوية في مطار بن غوريون ما يجعل 20 ألف «إسرائيلي» عالقاً في الداخل والخارج، من دون القدرة على تحقيق نصر في الميدان أقر رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بالعجز عن بلوغه عندما قال: «لا نستطيع ضمان تحقيق نصر كامل لكننا سنفعل ما بوسعنا».