اكد رئيس الحكومة ​تمام سلام​ ان مجلس الوزراء قرر في جلسته الاخيرة ارسال مذكرتين بناء على اقتراح وزير الخارجية جبران باسيل الى النائب العام في المحكمة الدولية الجنائية للمطالبة بمباشرة التحقيق بالجرائم المعادية للسامية التي ترتكبها اسرائيل. ودعا النواب لبذل الجهود لإيجاد حل لمسألة الشغور في موقع الرئاسة، والمسارعة الى انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية، الرئيس المسيحي الوحيد في عالمنا العربي.

واضاف سلام في كلمته خلال الجلسة النيابية التضامنية مع غزة والموصل: "اما بالنسبة الى تأمين المساعدات الطبية والصحية فانني اقول ان لبنان لم يقصر في الماضي ولن يقصر اليوم علماً ان ما نواجهه في الداخل مع النزوح السوري كبير جداً".

واكد سلام ان الفلسطينيين كانوا وما زالوا اصحاب حق لا نقاش فيه، ومازالوا اصحاب فضل من 1948 وحتى المعركة الراهنة الغير متكافئة، معتبرا ان اسرائيل لم توقف يوماً حربها على الشعب الفلسطيني من اجل محو ذاكرته ودفعه الى التسليم أرضه وتغيير هوية وطنه والحملة الوحشية اليوم هي فصل جديد لن تؤدي الا الى تأجيج الحقد.

وتابع: "إننا في لبنان، لسنا محايدين إزاء هذه المقتلة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني. ونعلن تضامننا الكامل مع أخواننا الفلسطينيين، ووقوفنا إلى جانبهم في محنتهم، ومساندتهم في صمودهم ومقاومتهم، وفي نضالهم من أجل استعادة حقوقهم وإقامة دولتهم المستقلة".

وقال: "ندعو هيئة الأمم المتحدة، إلى مغادرة عجزها المزمن أمام الصلف الاسرائيلي، والقيام بواجبها في وقف مسلسل جرائم الحرب المرتكبة في غزة والمناقضة لكل الشرائع والمواثيق الدولية. كما ندعو أشقاءنا العرب، وكل صاحب ضمير حي في هذا العالم، إلى التدخل الفوري لإنهاء نزيف الدم في قطاع غزة، والمسارعة الى مد يد العون لإعادة إعمار ما دمره العدوان".

أضاف: "الهمجية الإسرائيلية التي نراها في فلسطين، توازيها وترافقها همجية وليدة في بلاد الرافدين، تستفيد من خلافات سياسية أضعفت أواصر الدولة العراقية وسلطة الحكومة المركزية، لتنشر القتل والدمار تحت إسم خلافة إسلامية وهمية، ولتضرب أنماط الحياة، وأسس البنيان الإجتماعي العراقي. إن هذه الموجة الظلامية استهدفت، في من استهدفت في الأيام الماضية، المسيحيين من أبناء الموصل، تنكيلا وترويعا، ودفعتهم إلى دروب الهجرة من وطن وجدوا فيه منذ أن وجدت المسيحية في هذا المشرق".

وتابع: "نحن في لبنان، بلد التعايش الاسلامي - المسيحي، معنيون بإطلاق صرخة استنكار إزاء هذه الممارسات، وبإيصال رسالة إلى المنطقة والعالم بأن اللبنانيين، وعلى رغم كل الأزمات التي مروا بها، حريصون على التنوع الديني والمذهبي القائم في بلادهم، ومتمسكون به، لأنه هو من يعطي لبنان معناه الفريد. إن المسيحيين ليسوا طارئين على هذه الأرض، هم ملحها وأهلها، تماما كما هم المسلمون. إن المسيحيين ليسوا في ذمة أحد، ولا يحتاجون إلى حماية من أحد، إنهم أسياد المكان، تماما كما هم المسلمون".