أسف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "أنّ بعض الدول تعمل على تغذية الحركات والمنظَّمات الأصولية، لأهدافٍ إرهابية وسياسية واقتصادية".

وفي عظة ألقاها خلال القداس الإلهي في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، شدد على ان "الدستور والميثاق الوطني والصيغة الميثاقية، حقيقةٌ أساسية واحدة تقوم عليها الدولة ورسالة لبنان ودورُه التاريخي في بيئته المشرقيّة".

ولفت إلى ان "فريق 14 أذار لا يريد رئيساً من فريق 8 أذار، و8 أذار لا يريد رئيساً من 14 أذار، فيجب الذهاب نحو اختيارِ رئيسٍ من خارج الفريقَين"، مشددا على ان "المهم إنتخاب رئيس يكون على مستوى حاجات البلاد وتحدّياتها الداخلية، السياسيّة والاقتصاديّة، الاجتماعيّة والأمنيّة". وطالب المجلس النيابي بـ"الإلتئام وانتخاب رئيس من أحد الفريقين المذكورين أو من خارجهما. ألمهم إنتخاب رئيسٍ يكون على مستوى حاجات البلاد وتحدياتها الداخلية، السياسية والاقتصادية، الاجتماعية والأمنية". وقال: "كم كان جميلا منظر المجلس النيابي المجتمع امس لإعلان تضامنه مع أهل غزه ومسيحيي الموصل، وكافة كتله ممثلة فيه! وكم يكون أجمل إذا التأم بكامل أعضائه لإعلان تضامنه مع الجمهورية ورئاستها الأولى، ولانتخاب الرئيس الجديد!".

من جهة أخرى، أضاف "كم نحن بحاجة إلى الوعي، وإلى إدراك معنى وجودنا كمسيحيين في هذه البقعة من العالم. فمنذ ألفي سنة والمسيحية تطبع ثقافات هذا المشرق بثقافة الإنجيل، ومنذ ألف وأربعماية سنة تطبع الثقافة الإسلامية، وتتفاعل معها بحركية متبادلة ولدت فلسفة العيش معا، وأعطت وجه لبنان الرسالة بخلق تاريخ من الاعتدال بعيدا عن التشدد وتيار الأصوليات.ولكن يؤسفنا أن بعض الدول تعمل على تغذية الحركات والمنظمات الأصولية، لأهدافٍ إرهابية وسياسية واقتصادية. وهذه تشوه الدين نفسه، وتفرغه من قيمه الروحية والأخلاقية والإنسانية، وتعتدي على المسيحيين كما فعلت وتفعل منظمة "داعش"، الدولة الإسلامية في العراق والشام، مع مسيحيي الموصل، وكما تفعل مثيلاتها في أماكن أخرى. غير أننا نعلن تضامننا مع إخواننا المسيحيين وندعوهم للثبات في أرضهم، والمحافظة على إيمانهم. إن وجودهم في هذا الشرق العربي حاجة ماسة، لأنهم ينعشون مجتمعاته ودوله بالقيم الإنسانية والثقافية، وينشرون ثقافة المحبة والأخوة والتعددية، ويعززون الحرية وحقوق الإنسان، وينشئون المؤسسات التربوية والاجتماعية والاستشفائية، ويربون الأجيال على الانفتاح واحترام الآخر المختلف، ويشهدون لمحبة الله، ويكلمون الشعوب لغة الحقيقة والمحبة والحوار، لا لغة السيف والحديد والنار. وجود المسيحيين في هذا الشرق دعوة من الله لكي يعلنوا له نور الحقيقة التي تحرر".