في إطار الجولة التي يقوم بها رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب فؤاد السنيورة على حلفائه من ضمن خريطة الطريق التي اقترحها رئيس تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري، لفتت مصادر نيابية في كتلة "المستقبل" لصحيفة "الأخبار" إلى أن "السنيورة شعر منذ لقاءاته الأولى بأن "الأجواء داخل فريق 14 آذار لا تزال على حالها". وأضافت "بدايتها كانت مع رئيس حزب الكتائب اللبنانية ​أمين الجميل​، حيث سأل السنيورة الجميل ما الذي يُمكن فعله بعد دعم ترشيح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع والاصطدام بمقاطعة فريق الثامن من آذار وتعطيل النصاب"، فكان ردّ الجميّل أنه "طالما نحن مستمرون بترشيح جعجع، فإن ذلك لن يؤدي إلى أي تغيير، وأنتم تقولون إن لديكم مبادرة لفتح ثغرة في الجدار، وهذا يُحتّم عليكم التراجع عن هذا الدعم". وأوضح الجميل "أنا لا أزال مرشحاً، ولديّ حظوظ أوفر من جعجع ومن النائب ميشال عون، لعدّة أسباب؛ أهمها أنني رئيس قويّ، وتربطني بجميع الأفرقاء علاقات جيدة، وبين عون وجعجع تخوّلني سياستي أن أُحدث خرقاً". حينئذ ردّ السنيورة بالقول إن "تيار المستقبل لا يضع فيتو على أحد، وإن حديث الحريري عن البحث في أسماء وسطية يهدف إلى الخروج من الحلقة الرئاسية المفرغة. أما إذا اتفق المسيحيون على رئيس واحد، فنحن لا نمانع وإن كان أحد القادة الأربعة الموارنة". واعتبرت المصادر أن "ما قيل يشي بأن ​الانتخابات الرئاسية​ عادت إلى المربع الأول، طالما أن الجميّل لا يزال طامحاً، كما بالتأكيد بطرس حرب وروبير غانم"، وهذا يعني أن "أي تقدّم لم يطرأ على هذا الصعيد". ومن هنا ترشّح المصادر أن "تبقى في إطار الزيارات والمحادثات ليس أكثر".

وما يُعزز فرضية أن الشغور مستمر إلى أمد طويل، هي الاتفاقات الحكومية التي وصفتها مصادر وزارية "بالإعجاز الحكومي"، حيث "أتت هذه القرارات التي أقرّتها الحكومة في جلستها الأخيرة بعد تعطيل كاد يصل إلى إطاحتها، بأن الفرقاء مجتمعين ومن خلفهم الدول الإقليمية والدولية، حريصون كل الحرص على بقاء الحكومة وإنتاجيتها، وهذا ما يؤكّد أن الاستحقاق مؤخر إلى فترة طويلة جداً، ولا يُمكن فصله عما يُحكى عن التمديد للمجلس النيابي".