توقعت مصادر سياسية متابعة أن تشهد الساحة الداخلية استرخاء سياسياً، لافتة إلى ان "اوضاع المنطقة سائرة نحو المزيد من العنف والتصعيد الميداني وقد تولد جبهات جديدة ولا أحد بوسعه ان يتنبأ ماذا يمكن ان يحصل اليوم وغداً على أساس انهم مقتنعون أن اللعبة مفتوحة على كافة الاحتمالات وليس في الأفق اي حلول قريبة على ضوء غياب المساعي الدولية الجدية وتحديداً من عواصم القرار".

واشارت المصادر في حديث لـ"الديار" الى ان "حرب غزة مستمرة والمعارك في العراق تتوسع وقد تصل الى العاصمة بغداد في أي توقيت والنزوح المخيف من المناطق المسيحية يثقل كاهل اهل السياسة ورجال الدين وكل المعنيين لما لذلك من مخاطر على تواجدهم التاريخي في هذا الشرق وتلك تعتبر نكبة كبيرة على ضوء ما يجري والانكى ان المعالجات الجارية لهذه المسألة لا تفي بالغرض المطلوب وليست على قدر خطورة هذا النزوح المريب".

وفي سياق متصل، لفتت المصادر الى ان "الحراك الفرنسي الذي سجل اندفاعة كبيرة في مرحلة معينة وبتفويض ودعم اميركي واوروبي، فان هذه الاندفاعة قد تبقى في اجازة حالياً لان التطورات في غزة خطفت الانظار وحجبت هذا الحراك الباريسي الذي كان ومن خلال معلومات غربية يسير باتجاه التوصل الى صيغة للحل حول الاستحقاق الرئاسي ومن الطبيعي كانت ستصل الى خواتيمها السعيدة بمعنى انها أكبر من تسوية ولكن الاحداث المتتالية من غزة الى العراق فرملت الدور الفرنسي".

واشارت المصادر الى انه "قد يُصار بعد عطلة الفطر الى تواصل فرنسي مع المعنيين في لبنان وكذلك بين الاليزيه وواشنطن وبعض الجهات الاقليمية الاساسية انما هذا المعطى رهن ما تؤول اليه احداث المنطقة حيث الاولويات الدولية والاقليمية منصبة تجاه ما يحصل في العراق وغزة وحتى في سوريا"، مؤكدة ان "التحرك الفرنسي والأمر عينه لدور واشنطن والجهات الاقليمية، فذلك سيبقى وينصب في إطار السعي بداية للتهدئة والعمل على استقرار الساحة اللبنانية، في حين حسم ملف الاستحقاق الرئاسي سيستمر عالقاً حتى تأتي لحظة التوافق الإقليمي والدولي، الأمر غير المتاح في هذه المرحلة على وقع العمليات العسكرية من غزة الى العراق وسوريا، وبالتالي المخاوف تبقى قائمة في لبنان من هذا الفراغ او الوقت الضائع إقليمياً ودولياً، وهذا ما يُسبب غالباً اضطرابات أمنية واغتيالات سياسية".