مع تأزم مسألة النفايات الصلبة وتفاقم مسألة المطامر خصوصاً مطمر الناعمة الذي بات من الضروري إيجاد حلّ للنفايات فيه، ووجوب تجديد العقود للشركات الخاصة بالنفايات منها "​سوكلين​"، بات على مجلس الوزراء الاجتماع واتخاذ القرارات المناسبة بالنسبة لكل هذه المسائل.

ومن ينظر الى هذه الملفات يظن أنها بسيطة وقد لا تستغرق وقتا لحلها، إلا أنّ الواقع أنها "ملفات بحجم الحكومة" على حدّ وصف مصادر مطلعة لـ"النشرة"، وخصوصًا أنه على "جدول أعمالها بند إنتهاء عقد "سوكلين"، والتي تعتبر فئة سياسية معينة أن تجديد عقدها وبالأسعار الحالية ضرورة".

فقبيل دخوله جلسة مجلس الوزراء التي عقدت بتاريخ 19 آب، أشار وزير الزراعة أكرم شهيب أنّ المرجح أن يتمّ تجديد العقد فيها لـ"سوكلين" ولمدّة سنة، إلا أنّ ذلك لم يحدث ليخرج بعدها الوزراء بتصريح أنهم لم يتطرقوا الى موضوع النفايات بشكل عام ولا الى تجديد العقد لـ"سوكلين" في تلك الجلسة.

وهنا، تشير المصادر إلى أنّ "فئة سياسية معيّنة تعتمد على "سوكلين" من أجل القيام بالخدمات"، وتشدد على أن "هذا من المواضيع التي حتمت أن تكون وزارة البيئة في يد تلك الفئة". وتعود الى موضوع الحكومة لتؤكد أن "الوزراء تطرقوا في الجلسات التي عقدت بتاريخ 14 و19 آب لموضوع النفايات وتجديد عقود الشركات ولم يتوصلوا الى اتفاق حولها"، وتشدّد على أنّ "هذا الحديث يخبّئ في طيّاته عدم إتفاق على موضوع تجديد العقد لـ"سوكلين" تحديداً بالاسعار الحالية ليصار بعدها وفي جلسة 21 آب الى خروج الوزراء باتفاق يقضي بتشكيل لجنة وزارية لمعالجة النفايات الصلبة وللتفاوض مؤلفة من رئيس الحكومة ​تمام سلام​، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ​سمير مقبل​، وزير المالية ​علي حسن خليل​، وزير الداخلية ​نهاد المشنوق​، وزير التربية ​الياس بو صعب​، وزير البيئة ​محمد المشنوق​ ومجلس الإنماء والإعمار.

وترى المصادر أن "التحدي الأكبر اليوم يواجهه وزير التربية الياس بو صعب لأنه الوحيد داخل هذه اللجنة الذي يمثل "الإتجاه المعاكس" على حدّ تعبيرها، فهو منذ إستلم وزارته أثبت أنه محاور "شرس" ولو أنه أخفق في بعض الأماكن، وتشدّد على أنه "وإن أحسن الإمساك بخيوط ملف "سوكلين" وعرف مع من يتعامل من أجل كشف الخبايا، فسيستطيع تحقيق "الإنجاز" بتخفيض أسعار تلك الشركة، وهو ما لم يفلح فيه قبله كثر ومنهم الوزير السابق فادي عبود، فيكون بذلك أصاب "عصفورين بحجر واحد"، أولا نجح بفرض نفسه كلاعب أساس على طاولة مجلس الوزراء لا يمكن تخطيه بسهولة، وثانياً كرّس نفسه "الرقم الصعب" في النادي السياسي "العوني" حيث المنافسة كبيرة!