عادت الامور الى طبيعتها مع «الشقيقة سوريا» من خلال المكاتب الخدماتية التابعة لحزب التوحيد العربي «التي لم تقفل اصلا» على حد قول مصادر مقربة من الوزير السابق وئام وهاب، الذي اكد ان المكاتب عاودت اعمالها كالمعتاد في حلّ مشكلات بعض المحتاجين الذين لا يستطيعون حل مشكلاتهم.

كيف اقفلت المكاتب ولماذا عاودت نشاطها؟

اشاعات واقوال كثيرة انتشرت حول قرار اقفال المكاتب، منها ما يقول ان لديه خلافات مع بعض القيادات السورية ومنها ما يتعلق بما قاله عن تسليح الدروز ، ومنها بضرورة النأي عن الاحداث السورية وفي معلومات اخرى تم تداولها بأن بعض الاجهزة المحلية والسورية تداخلت فيما بينها على قاعدة «التمريك» مما اوقع الوزير وهاب في الارباك. الامر الذي دفعه للانكفاء عن الساحة السورية والبقاء في الحلف المقاوم الداعم للنظام والابتعاد كلياً عن التفاصيل السورية بانتظار التوضيحات سوريا ولبنانياً.

فما هي الاسباب التي دفعت وهاب الى القيام بهذه الخطوة وهو الذي قام بجولات وصولات في المناطق السورية وتحديداً في السويداء بهدف مؤازرة ابناء الموحدين الدروز لتجنيبهم ويلات ما يجري في باقي القرى والمحافظات السورية خصوصاً ان السويداء مجاورة لمحافظة درعا، التي انطلقت منها الشرارة الاولى لـ «الثورة السورية».

المصادر المقربة من وهاب اكدت ان هناك الكثير من الاشاعات المغرضة، وان الوزير منذ البداية اتخذ موقفه بالوقوف خلف مشايخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا، وان مشايخ الطائفة في سوريا اتخذوا موقفاً واضحاً نابعا من خطهم القومي العربي وليس في سوريا فقط انما في كل المشرق العربي، والجميع يذكر عندما كفّر شيخ من درعا، الموحدين الدروز وسلطان باشا الاطرش معتبراً اياه عميلاً، خصوصاً ان الاطرش لديه رمزية عند ابناء الطائفة كافة.

واشارت المصادر الى ان وهاب اتخذ موقفاً الى جانب القيادة السورية اثر اندلاع «الثورة السورية» خلافاً للمسار الذي انتهجه رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط على الرغم من ان الاخير كانت تربطه علاقات جيدة ان لم نقل ممتازة مع القيادات السورية، الا ان قراءاته السياسية دفعته الى توجيه بوصلته باتجاه معاكس لما انتهجه منذ تعاطيه الشأن السياسي اثر اغتيال والده المعلم كمال جنبلاط.

واضاف المصدر ان الموحدين الدروز هم مع سوريا التي تشكل الخط الاول في صد الهجمات التكفيرية على المنطقة ويقدرون للرئيس بشار الاسد وقوفه الى جانب اللبنانيين في حرب تموز 2006، وخلال الازمة السورية سارع العديد من ابناء الطائفة الى الانخراط في ضمن ما يسمى «باللجان الشعبية»، التي تقاتل الى جانب الجيش العربي السوري، كما تأسست «المقاومة التوحيدية العربية» ـ كتيبة الشهيد عمار بن ياسرمن مواطنين سوريين يقاتلون دفاعا عن قراهم، وكانت تجربتها الاولى في صد الهجوم التكفيري المسلح عن منطقة عرنة، حيث سقط لها 5 شهداء، وصولا الى معركة «داما» منذ ايام في محافظة السويداء التي تشكل بيئة حاضنة لعناصر «المقاومة التوحيدية العربية» ، حيث واجه الموحدون الدروز مجموعة من التكفيريين الذين حاولوا الاعتداء على كراماتهم وممتلكاتهم ما ادى الى استشهاد عدد من ابناء الطائفة من بينهم 4 شهداء من «المقاومة التوحيدية العربية».

ولفت المصدر الى انه تجاه المجازر التي تحصل في سوريا على يد «داعش» و«النصرة» وما يجري في العراق من تهجير للمسيحيين تتأكد حقيقة ما قلناه سابقا على ان المواجهة يجب ان تكون اكثر حزما انطلاقا من موقفنا الثابت الذي لن يتغير وسيزداد رسوخا لانه نابع من قناعة ثابتة بأن هذه هي الطريق الصحيحة في الوقوف الى جانب اهلنا في سوريا.