كشفت معلومات دبلوماسية غربية عن اقتراب الادارة الأميركية من إنجاز مشروع تحويل الدول العربية إلى خلية عسكرية متطورة ل​مكافحة الارهاب​ من خلال جمع الاضداد على قاعدة المصالح المشتركة والحيوية، وهي تعمل منذ فترة على وضع الإطار العام لهذا المشروع بعد أن بات الخطر التكفيري قريباً منها لدرجة قد لا يتصورها البعض، خصوصًا أنّ تنظيم "داعش" وهو صنيعة اميركية بالاساس بدأ يخرج عن السيطرة بعد أن حقق الكثير من أهدافه الاستراتيجية التي لم تكن من الاساس ضمن السقوف المرسومة له، وهو بتطلع الى المزيد من التقدم السريع مستفيدا من حالة الارباك الاقليمية والدولية ومستغلا التناقضات الكبيرة التي ما زالت تتحكم بالملفات الدولية الساخنة.

ويبدو بحسب المعلومات أنّ لقاءاتٍ مكثفة وغير معلنة عقدت في عاصمة أوروبية محايدة بين ممثلين عن الرئيس السوري بشار الاسد من جهة واقطاب من الهيئتين الدبلوماسية والعسكرية الغربية من جهة ثانية اضافة الى قادة من اجهزة المخابرات العاملة تحت اسم الانتربول لبدء محادثات متصلة بالاثمان السياسية المطلوبة، بعد ان ثيت للغرب ان الجيش السوري هو الوحيد القادر على قيادة مثل هذه الحرب خصوصا اذا ما تم تزويده بالمعلومات الاستخبارية والخبرات التكنولوجية لمواكبة الحروب غير التقليدية التي تعتمدها "داعش" وهي تتوزع بين الاحتراف بالحرب النفسية والاعلامية والتدريب العالي على الاعمال الارهابية وتنفيذ العمليات الانتحارية التي تشكل العنوان الابرز لاداء هذا التنظيم الذي تحول الى جيش ارهابي بكل ما للكلمة من معنى خصوصا بعد حصوله على اسلحة نوعية وكاسرة للتوازن لم يعد بنقصها سوى القليل من الخبرات لتصبح جيشا قادرا على مقارعة العديد من الجيوش العربية.

في سياق متصل، تتحدث أكثر من جهة فاعلة عن البدء عمليا بالتحضير للمواجهة الكبرى بحسب التعبير، بيد أنّ إرسال تعزيزات عاجلة الى الجيش اللبناني يحمل عدة مؤشرات بالرغم من انها غير كافية ولا مؤثرة في مجريات الحرب او المواجهات، غير أنّ أهميتها تكمن في الرسائل الموجهة من خلال تسليم الجيش اللبناني بعض الاسلحة والعتاد امام عدسات الكاميرا وباحتفالات تشبه الى حد بعيد الفولكلور المعروف محليا واقليميا، وهي قد تكون مقدمة لارسال خبراء تحت عنوان تسليم الاسلحة والتدريب على كيفية استخدامها في وقت يكون فيه الاتجاه في منحنيات مغايرة.

ليس بعيدا عن ذلك، تدرج الاوساط اشتداد الكباش بين الجيش اللبناني والتنظيمات التكفيرية على خلفية ملف العسكريين الاسرى في هذا السياق دون سواه، فـ"داعش" تعتبر ان تحويل الحرب في لبنان الى حالة مذهبية يشكل مدخلا الى استعراض القوى وعرض العضلات في ظل تسريبات متعمدة تتحدث عن وجود خلايا "داعشية" نائمة وهي مستعدة لقلب الطاولة على الجميع، ليس فقط في البقاع الشمالي انما على مساحة الجغرافيا اللبنانية. فالحرب المفتوحة تعني الفرصة الاخيرة بالنسبة لدولة الخلافة القادرة على اعادة زمن الحروب المذهبية والاتنية الى دائرة الضوء ومن ثم اشغال العالمين العربي والاسلامي بصراعات لا تنتهي الا مع عودتهم الى ازمنة الحروب القبلية وان كانت باشكالها المتطورة.

وتخلص المعلومات الى الاعراب عن الخشية من انفجار الوضع الامني في لبنان لارغامه على الدخول في حرب مفتوحة على الارهاب خصوصا ان نجاح الاتصالات الاميركية السورية يعني دخول الحرب على الارهاب منعطفات جديدة لا بد من مواكبتها انطلاقا من الساحة اللبنانية خصوصا بعد ان تحول جزء منها الى مستشفى ومخزن ذخائر وخزان بشري لتعزيز الخلايا النائمة.