أشار السيد علي فضل الله الى أن "كل القضايا في لبنان لا تزال في دائرة الانتظار، انتظار حل أزمة الكهرباء والماء، وعودة أسرى الجيش اللبناني إلى أهلهم، وحل قضية سلسلة الرتب والرواتب، وقضية المياومين، وغيرها من القضايا، وملء الشغور الذي يعانيه البلد في موقع رئاسة الجمهورية، ومعالجة تعطيل عمل المجلس النيابي، والوضع القلق عند حدود لبنان الشرقية، والتحركات المريبة في الداخل، ومواجهة أزمة وجود عدد كبير من النازحين السوريين، وتحصين لبنان من تداعيات ما يجري في محيطه والمنطقة".

وشدد خلال خطبة الجمعة على أنه "تقع على عاتق السلطة السياسية الحاكمة مسؤولية إيجاد الحلول، والخروج بالبلد من معاناته، على حالها من الانقسام والسجالات والنكايات والمبادرات الخجولة"، مشيرا الى أن "البلد بحاجة إلى شعب يخرج عن صمته، بحيث يشعر المسؤولون فيه بأن مواقعهم في خطر، إن لم يؤدوا مسؤولياتهم، ونحن لا نحمّلهم فوق طاقاتهم".

ورأى فضل الله أن "لبنان بحاجة الى إعلان خطة طوارئ وطنية، للبدء بحل المشكلات ومعالجتها، فلا نضع اللوم على الخارج، فقد قلنا ونكرر أنّه ممتنّ لمن يعملون ويملأون الشغور، ويعالجون الأزمات، وهو حريص على استقرار هذا البلد، ليس حباً به، بل لكونه مشغولاً بأزمات أكبر منه"، لافتا الى أن "الحل في أيدي اللبنانيين، شعباً ومسؤولين، لكن المشكلة أننا أدمنّا انتظار الحلول من الآخرين والتمديد للأزمات، وها هو الحديث جارٍ عن التمديد للمجلس النيابي".

من جهة اخرى، أشار الى أن "العراق لا يزال أسير التناقضات الداخليَّة والتدخلات الخارجيَّة، بحيث لم يكتمل عقد الحكومة فيه، ولم تسارع القوى السياسية إلى التوافق على أهم وزارتين يحتاجهما هذا البلد في هذه المرحلة الصعبة: وزارة الداخلية، ووزارة الدفاع"، داعيا القيادات السياسية العراقية إلى "الارتفاع إلى مستوى آلام الإنسان العراقي، وخوفه، وحاجاته، ومتطلباته، والتحديات التي تواجهه، بدل الغرق في الانقسام السياسي والتجاذبات، وسعي كلّ فريق إلى أن يسجل النقاط على الفريق الآخر، أو أن يجعل الغنائم لحسابه، فالمرحلة تحتاج إلى رجال كبار يعون المسؤولية الكبيرة".

ولفت الى أن "سوريا التي لا تزال تغرق في بحر من الدماء والدمار، يأكل أخضر هذا البلد ويابسه، فبدلاً من السعي إلى العودة إلى لغة الحوار التي تبقى الحل لمعاناة هذا البلد، يكثر الحديث عن تدريب لبعض قوى المعارضة، تحت عنوان مواجهة الإرهاب"، مؤكدا أن "الحل للإرهاب يكون بالعمل على كل المستويات، من أجل تحقيق توافق داخلي بين مكونات الشعب السوري، ليواجهوا جميعاً هذا الخطر، الذي بات يشكل الخطر الأساسي على سوريا والمنطقة، ولا يعالج إلا بالوحدة بين كل مكوّنات هذا الشعب".