أكد وزير البيئة ​محمد المشنوق​ خلال تمثيله رئيس الحكومة تمام سلام في حفل بتخريج الدفعة السادسة والعشرين من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية والدفعة الثانية من كلية إدارة الأعمال، في جامعة طرابلس أن "قرارات ستتخذ قريبا في مجلس الوزراء وتصب في هذه الأرض بعض الخير لخير إفتقدته سنوات في مشاريع خصصت لهذه المدينة الصابرة الصامدة التي لن يستتب السلام فيها يوما ما لم يكن الإنماء توأمه"، معتبرا أن "هذا الإنماء هو ما تحتاجه طرابلس، وهو الذي ستنهض به هذه المدينة الطيبة وأهلها الطيبون".

وأضاف: "مشكلتنا في لبنان تتأرجح اليوم بين الجهل والمعرفة، مشكلتنا تتأرجح بين الفقر ومحاولات العيش بكرامة، ومشكلتنا تتأرجح بين العنف والإرهاب وبين السلام الذي يتوق إليه الجميع، وهذه المعادلة لا تعالج إلا بالإنتقال إلى المعرفة من خلال الجامعات، من خلال الإنماء والسلام، والسلام يجب أن يكون مبنيا على العدالة وأن يكون قادرا على تحقيق ما يريده البشر من عدالة في المعاملة ومن قدرة على النهوض بعائلاتهم بكرامة وعزة"، لافتا الى أنه "لا يجوز لنا اليوم أن نتطلع إلى طرابلس وكأنها اليوم مدينة مهملة فطرابلس ليست مهملة وهذه الحكومة أتت لظروف تفاقمت فيها الأمور على كل صعيد ومنها قضايا البيئة وأنا أعني ما أقول، وهذه الحكومة خلال الاشهر القليلة الماضية عملت لكي تكون منسجمة رغم التباين بين الأفرقاء المشاركين وإستطاعت أن تقدم الكثير وأن تغير بعض المفاهيم وان تصل إلى حدود بدأنا نشعر فيها بأن الكل يعمل فعلا من أجل الدولة، وقد نصل أحيانا في نقاشاتنا في مجلس الوزراء إلى حد يشبه التوتر، وبعض الوزراء يستطيعون أن يؤكدوا ما أقول، نصل إلى حد يشبه الصدام، وفجأة يتراجع الجميع إلى حيث يجب أن تكون المصلحة الوطنية التي نريدها أن تنسحب على كل لبنان".

ورأى أننا "نحتاج لوحدة الموقف أكثر من أي شيء آخر وما يحدث في عرسال وما قد يحدث لا سمح الله في مناطق لبنانية أخرى لا يمكن أن نواجهها إلا بالوحدة الوطنية وبالموقف الواحد بدعم قيادة الجيش بالمحافظة على اللحمة الاساسية القائمة بيننا، قبول الآخر يبدو أنه شيء بسيط، فنحن لا نريد فقط ان نقبل بالآخر بل نريد ان نكون هذا الآخر، هو منا ونحن منه، مهما كان إنساننا في وطننا ومهما كانت طائفته ومهما كان مذهبه ومهما كانت منطقته فهو أخ كريم لنا وأخت كريمة لنا وهذا ما علمنا إياه الإنتماء إلى المواطنية وليس للوطن من خلال المذاهب والطوائف"، مؤكدا أن "البلد يمر بمحنة قاسية ونمر أمام إمتحان"، داعيا الى ان "نكون حذرين ومتيقنين من ضرورة وحدتنا وضرورة الإستعداد لدعم كل قرار يصون وحدة البلد، لا نريد ان نحاسب من كان وأين كان ولماذا كان؟"، معتبرا أنه "ليس اليوم وقت الحساب بل وقت الصمود، وهناك معركة قد تصل إلينا في هذا الداخل فقد تبدأ من العراق إلى سوريا ولا ندري اين ستقف، لا يمكن أن نقف بوجهها إلا إذا كنا صامدين متحدين، وأطمئن الجميع بأننا هكذا سنكون، الفتنة لن تأتي إلى البلد ولن تمزق اشرعة سفينتنا فنحن السفينة والريح والقبطان والسفر".