رأى عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ​ياسين جابر​، ان "المرحلة الراهنة صعبة وخطيرة، وتستوجب تضامنا غير مسبوق بين اللبنانيين لمواجهتها واجتيازها بأقل خسائر ممكنة، لاسيما ان الإرهاب بات على مسافة كيلومترات من بيروت، ويعتبر لبنان ساحة من ساحات دولته الإسلامية، وان كل من فيها مسلما كان أو مسيحيا هو كافر ويستوجب الموت، ناهيك عن محاولته تأسيس إمارة تكفيرية في عرسال على غرار إمارتيه في الرقة والموصل"، معتبرا ان "الرهان على الجيش وعلى وحدة الموقف السياسي خلفه، هو السبيل الوحيد للخروج من دوامة التهديدات الداعشية للبنان عموما والبقاع الشمالي خصوصا، وهو ما من أجله دعا رئيس المجلس النيابي بري القوى السياسية الى الاستثمار بالأمن من خلال التمسك بخيار الدولة لتمكين المؤسسة العسكرية من التصدي للتيارات التكفيرية والإرهابية ودرء مخاطرها عن اللبنانيين".

ولفت جابر في حديث لصحيفة "الأنباء" الكويتية، الى ان "أخطر ما في ملف العسكريين الأسرى لدى داعش والنصرة، هو تناوله بشكل مركز من قبل الإعلام، فيما المطلوب هو التعاطي به بحكمة وموضوعية ووقف بث الأشرطة المصورة لما في ذلك من إساءة لمشاعر الأهالي، ومن عرقلة لمساعي إطلاق سراح العسكريين"، معربا عن "أسفه لوجود وسائل إعلامية تعمل خلافا للمصلحة العامة وللحكمة المطلوبة في معالجة هذا الجرح الوطني"، معتبرا ان "المواجهة الحقيقية والمثمرة تكمن في اعتماد خطاب سياسي موحد واستراتيجية وطنية عمادها الجيش، بدلا من السقوط في لعبة تحميل المسؤوليات لهذا وذاك من الفرقاء اللبنانيين، خصوصا ان كل لبناني أيا يكن انتماؤه المذهبي والسياسي، بات مهددا بأمنه لا بل محكوما بالإعدام من قبل الإرهاب والتكفير".

وعن مقاربته لمشاركة لبنان في التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، أكد جابر ان "لبنان جزء أساسي من الحرب على الإرهاب لا بل بدأ بها قبل غيره من الدول الأعضاء في التحالف المذكور، خصوصا ان الإرهابيين أرغموا الجيش اللبناني على محاربتهم بعد ان تعدوا على السيادة اللبنانية وعلى وحداته الرابضة في عرسال"، معتبرا ان "السؤال ليس حول مشاركة لبنان في الحرب على الإرهاب أو عدمها، بقدر ما هو حول إمكانية ان تكون مشاركته انخراطا في محور دولي له أهداف أخرى غير القضاء على الإرهاب"، مشددا على ان "مشاركة لبنان في التحالف الدولي يجب ان تكون محمية بحذر كبير من الانزلاق الى لعبة الدول"، مؤكدا ان "الدولة اللبنانية مدعوة لصياغة أفضل العلاقات مع جميع المحاور الدولية والاقليمية فيما لو أرادت فعلا تعزيز معركتها ضد الارهاب والخروج منها منتصرة".

في سياق اخر، استهجن جابر "الحديث عن وجود رغبة بري في التمديد للمجلس النيابي مقابل أثمان سياسية يريدها ويسعى اليها"، معتبرا "انها ليست المرة الأولى التي يتنطح فيها المشككون بقدرتهم على الفوز في الانتخابات، الى اسقاط رغباتهم على بري في محاولة لضمان استمراريتهم في الندوة النيابية من جهة وللتنصل من مسؤوليتهم في إنجاز الاستحقاق الانتخابي من جهة ثانية"، مؤكدا ان "كتلة التنمية والتحرير لن توافق على التمديد للمجلس النيابي مادام الجيش اللبناني أعرب عن كامل استعداده وجاهزيته لتأمين سلامة العملية الانتخابية وحماية الناخبين"، معتبرا ان "رأي وزير الداخلية نهاد المشنوق أن الانتخابات النيابية في ظل الظروف الراهنة "ضرب من الخيال" لا يمثل رأي الحكومة مجتمعة ولا سائر القوى السياسية، إنما يمثل رأي فريق سياسي يتناقض حتى مع رغبة حليفه حزب القوات اللبنانية في إنجاز الانتخابات في موعدها".