أكد رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليدجنبلاطان "التمديد لمجلس النواب مشروط بانتخاب رئيس للجمهورية في اقصى سرعة. ما ان ينتخب رئيس، كما فهمت من رئيس مجلس النواب نبيه بري وكما اتفقنا معه، يدعى الى انتخابات نيابية فوراً. وهذا امر طبيعي"، معتبرا انه "لا يمكن اجراء انتخابات نيابية في غياب رئيس لأننا سنصل الى الفراغ. تصبح الحكومة الحالية مستقلة. مَن يجري استشارات تأليف حكومة جديدة؟ رئيس الجمهورية ولا احد سواه. ربما لهذا السبب ذهب رئيس حزب القوات سمير جعجع وعضو حزب الكتائب سامي الجميل الى السعودية للقاء المسؤولين هناك ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري من اجل ان يكون التمديد للمجلس ميثاقياً". وقال: "يبدو كلٌ يراهن على حسابات خارجية اثبتت خطأها وفشلها. هذا راهن على اسقاط النظام بسرعة، وذاك راهن على بقاء النظام وصموده، فوصلنا الى مأزق وحرب استنزاف طويلة".

وفي حديث إلى "الاخبار"، أشار إلى انه "دخلنا على نحو مباشر في الحرب السورية. لم يعد مجدياً اتهام فريق للفريق الآخر بأنه لولا التدخل لما كان اتى الارهاب الى لبنان. صار كلاماً غير مجد وبلا معنى. دخلنا هذه الحرب"، معتبرا ان "اليوم يتضاعف التدخل والتورط في الحرب السورية. بين عرسال وبريتال دخلنا الحرب السورية مجدداً. لا ننسى قبل سنة السيارات المفخخة، ثم العناصر الكثيرين الذين كانوا يمرون عبر لبنان بعضهم في السجون، والعناصر اللبنانيين الذين، كما يقال، كانوا يذهبون من مرفأ طرابلس الى تركيا ثم يدخلون منها الى سوريا للقتال. كل ذلك يوجد قلقا على الامن والوضع في لبنان وعدم امكان التوصل الى هدنة".

وأوضح جنبلاط انه لم يراهنم على اسقاط النظام السوري، موضحا انه "عندما اجتمعت بقوى 14 آذار قلت لن يسقط النظام بسرعة كما تتصورون. العملية طويلة جداً. بنيت كلامي على معطيات كلام دقيق جداً لحكمت الشهابي، رحمة الله عليه. قال لي عندها ان بشار الاسد سيقود سوريا الى حرب اهلية، وربما الى تقسيم. كان ذلك في منتصف آذار 2011، اسبوع بعد انطلاق ثورة درعا. يومذاك التقيت بشار الاسد في الصباح، ثم حكمت قرابة الحادية عشرة. في ما بعد طلب حكمت موعداً من بشار، فلم يُعطَ وانتظر. قيل لي لاحقا ان حكمت كان يحضر التلفزيون ففوجىء بالاسد يستقبل شخصية لبنانية، فاتصل للفور بأبو سليم الدعبول في القصر الجمهوري، وطلب الغاء الموعد لاضطراره للسفر، وغادر على الاثر الى باريس في محطة اولى، ثم الى اميركا ولم يعد يستطيع العودة بعد ذلك. عندما التقيت به في باريس قال لي: لا تنس ما اخبرتك اياه. بعد ذلك بقينا على تواصل هاتفيا حتى الاسبوعين الاخيرين من حياته، وكانت صحته بدأت تتدهور. قال لي على الهاتف: يا وليد سوريا التي تعرفها ونعرفها انتهت. كان النظام قد اسقط على منزل حكمت في ادلب برميلا متفجرا. كان من رجالات سوريا الكبار. وهو الذي صنع وحافظ الاسد سوريا التي كنا نعرفها. كانت صخرة ومحورا معينا لم يسع اي قوة عربية او دولية او رئيس غربي او محلي تجاهلها في المعادلة الاقليمية".

واعتبر ان "سوريا راحت وراح الشرق كله. ولم تعد هناك دول قومية ووطنية كان قد شكلها اتفاق سايكس بيكو عام 1916. عام 2014 بدأت تنهار. تماما بعد مئة سنة. اما كيف ستنشأ دول جديدة، فلا أحد يعرف. وضع اتفاق سايكس ـ بيكو خطوطاً بعضها كان تجريبياً. من بينها كان تقسيم تركيا وفق معاهدة سيفر رفضها كمال أتاتورك بالدم بعدما انتصر على اليونانيين، ودخل اسطنبول فاتحا وخلع الخليفة. في ما بعد عام 1923 سُوّيت وحدة تركيا في معاهدة لوزان. كان ملحوظا آنذاك دويلة كردية. اليوم ترتسم خريطة جديدة للمنطقة على نحو لا نستطيع التنبؤ به".

وردا على سؤال حول ان كان تنظيما كداعش قادر على محو خريطة عمرها مئة سنة، قال: "محاها. محاها. ليس مجرد تنظيم. كانت هناك دول قومية ووطنية أدت قسطها في مرحلة ذهبية وقامت بواجباتها. الآن انتهت لأسباب داخلية وتمادي الديكتاتوريات والفقر، فانفجرت من الداخل والتحقت بها عناصر من الخارج". وأضاف "علنا نستطيع الإبقاء على ما تبقى من تقسيمات سايكس ـ بيكو بالإبقاء على "لبنان الكبير" الذي أنشأه الجنرال غورو. هذا هو التحدي، وهذا ما يجب أن يفهمه الأفرقاء الكبار هنا، لأن الأفرقاء الكبار الخارجيين غير مبالين بمصير أمة أو شعب. ها هو الصراع على عين عرب خير دليل على ذلك".

واكد انه يبصر رئيس قريبا للبنان و"سبق أن قلت إنني لا أريد أن أكون بيضة القبان. عندي عشرة أصوات. عندما تتفق القوى الكبرى كالتيار الوطني الحر وحزب الله وتيار المستقبل يمشي الحال"، مشددا على انه "لن أرضى بسحب ترشيح النائب هنري حلو وسيبقى موجوداً وسأتشاور معه. اذا كنا سنمشي بمرشح تسوية سوى المرشحين الكبار فإن الأسماء الأخرى ليست أفضل من هنري حلو. لا، ليست أحسن منه".

ورأى انه "ربما كان على القادة المسيحيين أن يجتمعوا ويتفقوا على مرشح، كما فعل من قبل الحلف الثلاثي عام 1970 واتفق على سليمان فرنجيه. لكن هناك عقبة أخرى تتمثل في عدم الحوار بين الحريري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الوقت الحاضر نتيجة ظروف عدة".

واعبر انه "إذا كان هناك بين القوى مَن يراهن على متغيرات إقليمية، فسنظل نراوح مكاننا. لن يكون هناك أي متغير إقليمي لمصلحة لبنان في الوقت الحاضر. لذلك نحن ذاهبون الى مأزق التمديد لمجلس النواب وإطالة أمد عدم انتخاب الرئيس".

من جهة أخرى، أشار إلى ان "الأمن في خطر في بعض المناطق. الأمن ليس تقنيا، بل هو سياسي. نسمع من هنا وهناك تصريحات نارية تؤثر في عدم استقرار الأمن، أضف البيئة الحاضنة المقلقة". وأضاف "المهم ان تنجح الدولة اللبنانية بصوت واحد ومجتمعة في التوصل الى تلبية مطالب خاطفي العسكريين، بما في ذلك المقايضة من ضمن الشروط الممكنة والمعقولة. لكن لا تفاصيل لديّ حيال ما يتولاه اللواء عباس ابراهيم".

وشدد على "وجوب ان نقف وراء الجيش ونوفر تضامن الحد الأدنى معه، لأن لديه مهمة الدفاع عن لبنان. لست ممن يؤيدون الدخول في التحالف الدولي لأننا لا نستطيع التحمّل. لنكتفِ الآن بتعزيز الجيش ودعمه. هبة الثلاثة مليارات دولار، لأسباب معينة قد أجهلها وقد يكون الحريري يعرفها، إما تبخرت أو ربما تأخرت. بقيت هبة المليار، آمل في أن توظّف في المكان المناسب والسلاح المناسب. اكتفي بهذا القول الآن بعدما قيل لي ان بعض الدبابات ربما تكلفنا غاليا جدا".