رأى المجلس الأعلى لحزب "الوطنيين الأحرار" بعد اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه النائب ​دوري شمعون​، أن "كل يوم يمر من دون إنجاز الاستحقاق الرئاسي يفاقم وضع المؤسسات ويهددها بالفراغ، كما يضرب الميثاق ويعمق الشرخ بين مكونات الوطن"، معتبراً أنه "بتنا والحال هذه لا نفهم ممارسات رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون وحليفه "حزب الله" إلا إذا كان هنالك مخطط خارجي يقوما بتنفيذه لضرب الوحدة الوطنية والأمعان في تحلل المؤسسات"، مشيراً الى أنه "حتى لو كان هدفهما الوصول الى ما يسمونه مؤتمرا تأسيسيا فإن حال التفكك على مختلف المستويات تجعله سرابا، مع العلم أن السواد الأعظم من اللبنانيين لا يشاركونهما التوجهات المشبوهة والأهداف الهدامة"، موضحاً أنه "من هنا دعوتنا المتجددة الى انتخاب رئيس للجمهورية وإلى التشبث باتفاق الطائف نصا وروحا وبالثوابت الوطنية التي أرساها، ونعتبر أن الخروج عن مساره يعد مغامرة غير محسوبة النتائج ويقارب الخيانة الوطنية خصوصا في ظل الاحداث والمتغيرات في المنطقة وانعكاساتها على الساحة اللبنانية".

وكرر الحزب في بيان أن "اقتناعنا بضرورة تحييد لبنان عن الصراعات الخارجية مما يستدعي انسحاب "حزب الله" من سوريا وعدم تدخله في العراق أو في غيره من البلدان"، مؤكداً أن "كل الأسباب التي يقدمها قادته لتبرير تورطهم في الحرب الدائرة في سوريا هي مجرد حجج واهية وذرائع سخيفة، فسلوكه معروف وهو الخضوع للاملاءات الإيرانية بقصد الدفاع عن النظام السوري من ضمن استراتيجية التمدد على حساب الدول العربية".

وحمل "الوطنيين الأحرار" مسؤولية استجلاب الإرهاب التكفيري والتطرف المذهبي اللذين "استولدتهما الممارسات القمعية للنظام السوري، وعندنا أنه من الممكن بعد تجنيب لبنان المزيد من المعانات شرط عودة "حزب الله" الى إلتزام إعلان بعبدا والنأي به عن سياسة المحاور". وعلى صعيد آخر، اعتبر "الأحرار" أنه "يجب العمل على نشر الجيش اللبناني على طول الحدود اللبنانية ـ السورية بمؤازرة قوات اليونيفل إنفاذا للقرار 1701 بكل مندرجاته، كما تستدعي مقاومة الإرهاب التنسيق مع التحالف الدولي وعدم التهاون مع الحركات التكفيرية ومع كل الذين ينفخون في نار الفتنة المذهبية، وهذا يأتي في صلب دور لبنان الوطن التعددي وصاحب الرسالة، رسالة العيش المسيحي ـ الإسلامي الواحد في المنطقة والعالم".

واعرب ألأحرار" عن أسفه لأن "نكون مضطرين الى الاختيار بين تمديد ولاية مجلس النواب وبين الفراغ وهذا يتحمل مسؤوليته الفريق الذي لا يزال يعطل نصاب جلسة انتخاب رئيس للجمهورية كما سبقت الإشارة اليه، لذا نرى أن لا مفر من التمديد بعيدا من المزايدات نظرا لإستحالة إجراء الانتخابات النيابية في الأحوال الراهنة، إلا اننا نطالب بأن يتضمن بندا يشدد على أولوية الاستحقاق الرئاسي وأن يكون حافزا لإنجازه في أقرب وقت"، مطالباً بأن "يشتمل بندا خاصا بالانتخابات النيابية بدءا بوضع قانون انتخاب عادل يضمن صحة التمثيل، وإلتزام مجلس النواب حل نفسه في أول فرصة تسنح بعد انتخاب رئيس الجمهورية وتحسن الاوضاع الأمنية".