اعتبر وزير الاعلام ​رمزي جريج​ أنه "اليوم تلزمنا شجاعة كبيرة لمتابعة اصدار الصحيفة او الجرائد في البلاد حيث اللغة الفرنسية هي في افضل الحالات، اللغة الثانية بعد اللغة الام، فالصحافة المكتوبة ليست في أيامنا هذه السلطة الرابعة كما أعلنت في السابق، في عالم محكوم بالآنية، التلفزيون والانترنت يمكن أن يؤمنا تغطية سريعة للاحداث، وأثر الصورة كبير جدا على المشاهدين، وهذا ما أجبر كل العاملين في الصحافة المكتوبة على إيجاد موقع انترنت لجعل القراء أوفياء لهم".

وأشار جريج خلال افتتاح، المنتدى الاول للصحافة المكتوبة باللغة الفرنسية في البلدان العربية،الذي تقيمه المنظمة العالمية الفرنكوفونية والمركز الثقافي الفرنسي في لبنان، الى انه "بالنسبة الى الصحافة المحررة باللغة الفرنسية في البلدان العربية، فعلينا أن نعترف بأنها تتوجه في البداية الى نخبة معينة، جامعيين، دبلوماسيين، مهن حرة، رجال أعمال أو طلاب يبحثون ليس فقط عن معلومات، بل ايضا عن تحليلات ومقالات. انما في عدد من هذه البلدان، الصحافة والمعلومات هي تحت الرقابة"، لافتاً الى أن "مسألة الموارد المالية هي حاليا المشكلة الرئيسية للصحافة المكتوبة بشكل عام، وهي تطرح أكثر في مجال الصحافة المكتوبة باللغة الفرنسية في البلاد العربية".

وذكر جريج أنه "خلال السنوات الماضية، تكبدت صحف لو موند، وليبيراسيون، ولو نوفيل اوبسرفاتور خسائر كبيرة، وكان هناك تحول كامل في ملكيتها"، معتبراً أن "انخفاض المبيع وارتفاع الرواتب واسعار الورق ليست هي العوامل المؤثرة فقط، فعائدات الاعلانات هي مصدر الدعم المالي الرئيسي لها، وقد خفض المعلنون ميزانيتهم بسبب الازمة الاقتصادية، مفضلين التلفزيون والانترنت بفعل أثرهما الكبير"، موضحاً أنه "من أجل البقاء على قيد الحياة، على الصحافة المحررة باللغة الفرنسية في البلاد العربية، أن تعتمد على ملكيتها وعلى الدعم المالي لبعض المنظمات التابعة للفرنكوفونية، والدولة أو المجتمع المدني المحلي يجب أن يسهرا على المحافظة على سيادتها مع تأمين تدفق مستمر من الموارد، وهذه مهمة متعبة جدا لأننا لا نستطيع ان نرى نهايتها".

ولفت الى "وجود مشكلة أخرى على صعيد توظيف الصحافيين، وثمة عدد من الشبان يحلمون بهذه المهنة، لكن الرواتب المتواضعة تجعلهم يفضلون توجيه دراستهم نحو المهن العلمية والدراسات المالية أو الرقمية، وفي لبنان، هناك عناوين في الصحافة باللغة الفرنسية اختفت Orient L مثلا اندمجت مع Jour Le، Liban de Revue La لم تعد تصدر، وكذلك الامر بالنسبة الى "لو سوار" و"لو ريفاي"، مشيراً الى أنه "ليس سرا لاحد أن جزءا من الصحافة في اللغة العربية قد تم تمويله من الاحزاب السياسية المحلية والبلدان المجاورة التي تريد صحيفة تكون ناطقة باسمها. لهذه الاسباب، أود ان اشيد ب "لوريان لو جور" التي اصبحت المرجعية، وكذلك "ماغازين" و"كوميرس دو لوفان"، لأن القيمين عليها يستمرون على الرغم من كل شيء، في اصدار مطبوعاتهم".

واعتبر جريج انه "في مسألة الاخلاق المهنية، يجب ان اقول ان الصحافيين الفرنكوفون في لبنان يحترمون أكثر القواعد المهنية من الذين يكتبون في الصحف باللغة العربية، وبالنسبة الى البعض منهم، ليس هناك موضوعية، وما يهم هو وجهة نظر الحزب السياسي او الطرف الذي يمولهم. وفي النهاية، اود ان اقول انه في البلاد العربية، يجب الا تصبح اللغة الفرنسية مخصصة لاقلية، بل لغة حية في تطور دائم، ثبت الديموقراطية والحرية التي تحملها الفرنكوفونية، وهذه البلدان، في الوقت الحالي، متعطشة لها".