فشل مسلحو "​القلمون​" في حساباتهم ومراهناتهم التي بنوها على ملف اختطاف العسكريين في جرود "​عرسال​"، والتي قد تعيد البلدة المذكورة إلى ما قبل 2 آب الفائت، وفقاً لحسابات المسلحين؛ أي مسرح عمليات للإرهابيين، و"أرض نصرة" للتكفريين في المقلب الثاني من الحدود، وفقاً للمهمة الإقليمية التي أنيطت بها. غير أن الإجراءات التي يتخذها الجيش اللبناني في "عرسال" ومحيطها ضيّقت رقعة تحرك المجموعات التكفيرية المسلحة، وبالتالي عطّلت هذه المهمة، وبات إرهابيو "الجرود" بين "فكي كماشة" بفعل هذه الإجراءات، والقصف المدفعي والجوي الذي تشنه القوات السورية على مواقع هذه المجموعات، فلم يعد بوسعها البقاء طويلاً في مواقعها الراهنة مع قدوم فصل الشتاء والعواصف، رغم وصول المساعدات الغذائية والمحروقات إليها، لكن تحت مراقبة الجيش، بحسب مصادر ميدانية متابعة تعزو سبب غضّ طرف الأجهزة المختصة عن مرور هذه المساعدات باستمرار عملية التفاوض من أجل إطلاق العسكريين المختطفين، والتي لم تؤدِّ إلى نتائج ملموسة حتى الآن، مؤكدة أن نجاح هذه العملية سيفقد المسلحين أكبر ورقة ضغط تحاول من خلالها ابتزاز الدولة اللبنانية.

لاريب أن الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها المسلحون في جرود عرسال حتماً ستدفعهم إلى الانتقال إلى مناطق أخرى تتحسن فيها ظروفهم، فبعد إسقاط الجيش لـ"حلم الإمارة الوهابية" في لبنان الشمالي، أضحت منطقة شبعا - العرقوب وجهة المسلحين، للضغط على الحكومة والمقاومة من الجنوب، حسب ما تؤكد المصادر.

وتلفت إلى أن هناك تنسيقاً بين مسلحي عرسال والقنيطرة السورية، الذين تحرّكوا مؤخراً باتجاه "جبل الشيخ"، في محاولة للوصول إلى تماس مع المقاومة في لبنان.

وما يسهم أيضاً في دفع التكفيريين إلى الانتقال إلى شبعا، هو بث بعض الإعلام معلومات تتحدث عن إمكان إقامة شريط "إسرائيلي" حدودي في "القنيطرة" مماثل للذي أقامته في لبنان، لكن بإدارة تكفيرية، بدلاً من "اللحدية" هذه المرة.

بالتأكيد أن "الوعد" بإقامة "منطقة عازلة" على الحدود اللبنانية - السورية، تكون مسرحاً لعمليات التكفيريين، ومنطلقاً لاستهدافهم للمقاومة، حتماً سيحفزهم إلى الانتقال إلى "شبعا - العرقوب"، والتحشّد فيها، في انتظار ما تؤول إليه التطورات الميدانية في الجنوب السوري، لاسيما في "القنيطرة".

وفي السياق، لا تستبعد مصادر إسلامية أن يسعى العدو "الإسرائيلي" إلى توتير الأوضاع الأمنية مع لبنان، عبر استخدام التكفيريين لهذه المهة، في ضوء تقدُّم المفاوضات الإيرانية - الغربية، الأمر الذي يقلق "إسرائيل" وبعض الأطراف الإقليمية، كالمملكة السعودية وسواها، للضغط على محور المقاومة، على اعتبار أن بعض الأراضي اللبنانية ماتزال تشكّل مقرات للمجموعات الإرهابية، على حدّ قول المصادر التي تؤكد أن المقاومة على أتمّ الجهوزية في الميدان والسياسة لمواجهة أيّ تطور قد يطرأ، وما نجاح إطلاق الأسير عماد لبنان عياد إلا دليل على ذلك.