لفتت صحيفة "الخليج" الاماراتية" الى أن "القطيعة التي استمرت لأكثر من نصف قرن بين الولايات المتحدة وكوبا انتهت الأربعاء الماضي، إثر صفقة مبادلة سجناء في كل من البلدين، مستهلة مرحلة جديدة بين "العدوين اللدودين" الجارين، حيث ظلت كوبا خلال نصف قرن تحت مطرقة حصار اقتصادي وحرب إعلامية وسياسية واستخبارية لم يسبق لها مثيل في العلاقات الدولية، وخصوصاً بين بلدين جارين".

وأوضحت الصحية أنه "خلال الحرب الباردة وصلت العلاقات بين البلدين إلى ذروة غير مسبوقة من التوتر كادت تؤدي، بسبب نصب صواريخ سوفييتية على الأراضي الكوبية، إلى حرب نووية كونية، تم تداركها في اللحظات الأخيرة"، مشيرة الى أن "الثورة التي أشعلها كاسترو ضد نظام باتيستا الموالي لواشنطن، وحامي مصالحها واستثماراتها في الجزيرة الكوبية، ومن ثم إقدامه على تأميم المصالح الأميركية، واعتناقه إيديولوجية متناقضة مع الرأسمالية، وإقامته تحالفاً عسكرياً مع الاتحاد السوفييتي، كل هذه الخطوات أثارت حفيظة الولايات المتحدة التي كانت ترى في كوبا شوكة في خاصرتها، بعدما خرجت من حزام المصالح الأميركية في دول أميركا اللاتينية التي كانت تعتبر حديقة خلفية لها، ومجرد توابع صغيرة تدور في فلكها".

وأكدت أن "الولايات المتحدة استخدمت طوال هذه السنوات كل الوسائل لإسقاط نظام كاسترو، من بينها التدخل العسكري، من عملية غزو "خليج الخنازير" التي فشلت، والحصار الاقتصادي والعسكري وعمليات الاغتيال التي استهدفت كاسترو، والتي بلغت أكثر من ستين محاولة فاشلة، ومع ذلك، صمدت كوبا، ولم تتزحزح عن نهجها المعادي للولايات المتحدة، بل تحولت إلى مصدر إلهام لكل شعوب أميركا اللاتينية التي تمكنت من إقامة أنظمتها الديمقراطية، وخرجت من تحت العباءة الأميركية لتنتهج خطاً يتعارض مع السياسة الأميركية، ويعبّر عن إرادة شعوبها".

ورأت أن "سياسة أميركية كانت فاشلة ضد عزل كوبا، وتعبّر إلى حد بعيد عن شعور مزيف بالعظمة يفتقد إلى الفطنة والحكمة وحس المسؤولية الدولية، وكان ذلك رأي العديد من المسؤولين الأمريكيين السابقين والحاليين وقادة الرأي في الولايات المتحدة وخارجها،وهذا ما اعترف به الرئيس الأميركي باراك أوباما عندما أعلن فتح "صفحة جديدة" مع كوبا، وإعادة العلاقات الدبلوماسية معها، والسعي لرفع الحصار الاقتصادي عنها بعد مشاورات مع الكونغرس، مؤكداً أن عزل كوبا لم يعط نتيجة".

وأشارت الصحيفة الى أن "الخطوة الأميركية المفاجئة هي في الواقع تصحيح لمسار شائك كانت سياسة العصا وحدها تحدد سلوك الولايات المتحدة ضد كل دولة تخرج عن سلطتها"، متسائلة "هل تكون هذه الخطوة بداية لمراجعة سياسات أمريكية خاطئة في أكثر من مكان، وخصوصاً في منطقتنا العربية؟".