التقى وزير الاتصالات ​بطرس حرب​ خلال مشاركته في المؤتمر برشلونة الدولي حول الاتصالات 2015 مجموعة من اللبنانيين الشباب أصحاب الكفاءات العاملين في قطاع الاتصالات في مختلف بلدان المنطقة، ولفت الى أن "تبوء كل واحد منكم أعلى وأهم الوظائف والمراكز حيث انتم هو خير دليل على كفاءات الشباب اللبناني ونجاحه في الخارج، وهذا يشكل مفخرة لبلدكم الذي يفتقد لطاقاتكم، رغم الظروف البشعة التي نعيش في لبنان. الا اننا اذا جمعنا قوانا وامكاناتنا وكفاءاتنا بامكاننا ان نصنع العجائب".

وأكد أنه لم يقصد شركة في العالم "الا ووجدت فيها لبناني يتبوأ أعلى المناصب، انتم بلا شك تدركون الصعوبات التي يمر فيها البلد والتي تعرقل امكانية تطويره. غير ان ذلك لا يجب ان يدفعنا للاستسلام. ان العبرة هي في من حولنا، ومن سبقنا من أجدادانا، الذين حولوا الوعر والصخر الى سهول، فيما نحن اليوم نتمتع بظروف أفضل، وبالتكنولوجيا المتطورة باستمرار، والتي نجيد استخدامها"، متسائلا "فلماذا يجب ان ندع لبنان يتراجع رغم كل هذه الامكانات والطاقات".

ورأى حرب أن "من بين الاسباب ابتعادنا عن القيم التي سمحت بخلخلة الأخلاق، وفي كيفية ادارة الشأن العام. لذلك، فان معظم الشباب اصحاب الكفاءات العالية سلكوا طريق الهجرة للعمل في الخارج والعيش بكرامة وحرية. ما اريد قوله كوزير للاتصالات، وباسم ما تبقى من السلطة اللبنانية في هذه الظروف الصعبة، هو انني متشبث بمشروع الدولة المستقلة الواحدة التي تجمع كل ابنائها، والتي يشعر فيها كل لبناني ويمارس حرياته ويعيش بكرامة وبحبوحة. وهذا مشروعنا القادر على جمعنا اينما كنا"، لافتا الى أنه "ليس المطلوب من الجميع ان يكونوا من رأي سياسي واحد، اذا انه من حق كل منا ان يكون له رأي سياسي، انما عندما نعمل في الشأن العام يجب ان نعمل لكل لبنان. فاذا كان الموطف ينتمي الى حزب معين فعليه ان يخدم كل اللبنانيين لا حزبه او طائفته، او يجند الدولة لخدمة حزبه او طائفته ويحرم بقية المواطنين. وهذا لللأسف ما يخرب لبنان، وللأسف ايضا ان المنحى كبير ونشعر به في معظم الادارات".

واعتبر أننا "مقبلون على مرحلة جديدة في لبنان، ورغم تعطيل مجلس الوزراء وعدم انعقاد جلساته، والدولة بلا رأس. فتصوروا جسما بلا رأس فكيف بامكان اعضائه ان يعملوا من دون اي ضامن او منسق لعملهم. ومن يعتقد انه "ماشي الحال" هو بالتأكيد مخطأ، ففي الدول الديمقراطية هناك اكثريات تأخذ القرارات، واذا اعتمدنا نظام الاجماع فاننا لن ننجح"، مؤكدا أننا "نود الحفاظ على اجواء التوافق من جهة، ومن جهة أخرى كيف نعجل في انتخاب رئيس للجمهورية، لأن أي جهد لتسيير أمور الدولة بدون رئيس الجمهورية لا ولن يثمر".

وأضاف: "كنا نختلف حول صلاحيات رئيس الجمهورية ونتهكم على ما تبقى له من صلاحيات، وها نحن اليوم في خضم المشكلة ندرك اهمية الرئيس ودوره، فهو الذي يوجه الحياة السياسية وينظمها، هو الحكم بين اللبنانيين. وحين غاب الرئيس انظروا ما حل بنا".