يستمرّ تنظيما "داعش" و"​جبهة النصرة​" بعمليات الحشد على الحدود مع لبنان بالرغم من انشغالهما بالجبهتين السورية والعراقية وحتى بالوضع اليمني مؤخرًا، فخطة اقتحام الحدود اللبنانية-السورية لا تزال على الطاولة ويتم ادخال التعديلات عليها بشكل دوري كي تتلاءم مع الظروف الجديدة وخاصة تلك التي على الجهة اللبنانية.

وتشير آخر المعلومات الواردة من الحدود إلى ارتفاع أعداد العناصر التي تتحضر لعملية الاقتحام لتبلغ ما بين 5000 و 7000 عنصر 75% منهم من غير السوريين. وتقول مصادر مطلعة على الملف أن المسلحين لا زالوا يترقبون الفرصة ليقتنصوها، فيما تقضي الخطة الحالية بالسيطرة على بلدتين او 3 الى جانب عرسال بمسعى لفصل منطقة البقاع الشمالي عن باقي مناطق لبنان.

وتلفت المصادر الى أن عين المسلحين هي على القرى التي يعتقدون أنّهم قادرون على اخضاع سكانها أو تهجيرهم، وهي البلدات والقرى المسيحية وبالتحديد رأس بعلبك، دير الأحمر، القاع وشليفا.

ولا تكتفي الجهات اللبنانية المعنية، برصد أعداد القوى المهاجمة ومخططاتها، اذ تشير المصادر الى حال استنفار في صفوف الجيش و"حزب الله" على حد سواء للتصدي لأي عمليات اقتحام مرتقبة. وتقول: "الى جانب العمليات الاستباقية التي يقوم بها الجيش، فهو عزّز قواته الدفاعية وبشكل اساسي في القرى الـ4 المهددة ويتحضر لكل السيناريوهات المحتملة".

أما بما خص "حزب الله"، فقد بلغت استعداداته "مستويات كبيرة تترك طمأنينة في نفوسه، باعتبار انّه يرى نفسه على قدر من الجهوزية لصد أي عدوان محتمل ومهما كان حجمه وشكله".

وتولي الجهات الغربية اهتماما كبيرا بالوضع الحدودي للبنان وخاصة واشنطن التي تتابع مع قيادة الجيش عن كثب التطورات هناك وتمدها بالاسلحة المخصصة للمواجهات المتوقعة مع المسلحين. وتقول مصادر غربية في هذا الاطار: "نحن ندعم جهود الجيش الذي من المفترض ان يكون في الصفوف الامامية للمواجهة، اما أن يتولى حزب الله صد أي هجوم محتمل فنحن نعتقد أنّ هذا ليس من مهماته ولا من مهمة اي حزب لبناني آخر".

وتتعاطى المصادر بتأن مع التقارير التي تردها عن استعداد سكان القرى الحدودية لمواجهة المتطرفين، لافتة الى أن ذلك يندرج باطار "اجراءات الحماية الاستباقية".

وفيما يتوالى الحديث مؤخرا عن تعاون استخباراتي ناجح بين الاجهزة اللبنانية وأجهزة غربية وعلى رأسها الأجهزة الاميركية، أفضى لالقاء القبض على اكثر من مطلوب على علاقة بالجماعات الارهابية وآخرهم الأخوين ميقاتي، ترفض المصادر الخوض بأي تفاصيل في هذا الاطار لافتة الى ان العمل الاستخباراتي عمل سري ولا يجوز التطرق له في وسائل الاعلام.

بالمحصلة، يبدو ان مسلحي "النصرة" و"داعش" باتوا يعدّون للألف قبل الاقدام على أي خطوة غير محسوبة باتجاه الاراضي اللبنانية لعلمهم بالاستنفار اللبناني والدولي الحاصل لصد محاولاتهم، لكنّهم يصرون على التلويح بالورقة اللبنانية بين الفينة والأخرى بمسعى لتحقيق مكاسب على جبهات مختلفة.