بعد سيطرة ​الجيش السوري​ على السلسلة الغربية من جبال الزبداني، تتجه الأنظار نحو قلب المدينة المذكورة، والتي قد تقتحمها القوات السورية في غضون أيام، بحسب ما يرجح مرجع استراتيجي واسع الاطلاع، مؤكداً أن استعادة الزبداني تعزز حماية العاصمة دمشق من جهة الغرب، وتشكل مقدمة لاستعادة كامل منطقة القلمون من المجموعات المسلحة، ما يبدد كل الأشاعات و"البروباغندا" التي كانت تهوّل باقتراب الخطر التكفيري على العاصمة، خصوصاً بعد سقوط مدينة بصرى الشام في محافظة درعا بيد المسلحين، وبالتالي إطلاق بعض "الفقعات الإعلامية" التي تشي بإمكان وصل المسلحين للجنوب السوري بالغوطة الشرقية، تحديداً بين درعا وداريا وعدرا العمالية، ولافتاً إلى أن الجيش السوري مايزال ممسلكاً بالمناطق الاستراتيجية في الجنوب، بعدما تمكّن من تقطيع أوصال مقار المسلحين بين مثلث القنطيرة - جبل العرب - درعا.

ويشير المرجع إلى أن الجيش السوري استكمل استعدادته لدرء أي خطر محدق يتهدد عاصمته، لاسيما بعد اقتراب "جبهة النصرة" من منطقة الوسط، بعد استيلائها على أجزاء كبيرة من مدينة أدلب في الشمال، وفي ضوء توافر بعض المعلومات الأمنية التي تتحدث عن إمكان شن "الجبهة" هجوماً وشيكاً على مدينة "حماه" في الوسط، لمحاولة فرض خريطة واقعية لـ"منطقة سُنية" تمتد بين الشمال والوسط، قد تتوسع لاحقاً، وفقاً لحسابات "النصرة"، الأمر الذي يحّفز مسلحي "داعش" وسواهم في الجنوب والغوطة على مبايعة "أبو بكر البغدادي"، لاسيما في ضوء الصراعات بين الفصائل الإرهابية المسلحة، وبالتالي الدخول في مغامرة مهاجمة "الشام" مجدداً.

وفي سياق متصل، يرى المرجع أن التوصل إلى اتفاق مبدئي في شأن النووي الإيراني ستكون له انعكاسات إيجابية على الأوضاع في المنطقة بشكل عام، لاسيما على الوضع الميداني السوري.

وبالعودة إلى عملية الزبداني، يؤكد المرجع أن لحظة دخول الجيش السوري إلى الزبداني يعني سقوط القلمون، وقطع طرق إمداد المسلحين بين عنجر اللبنانية والزبداني، كذلك تسهم استعادتها في تعزيز حماية الطريق الدولي بيروت - دمشق.

وسط هذه التطورات الميدانية، يطرح السؤال: ماذا عن دور عرسال مستقبلاً؟

يعتبر المرجع أنه في حال نجح الجيش السوري في استعادة الزبداني يصبح وضع عرسال مماثلاً لوضع طرابلس بعد استعادة القصير وقلعة الحصن وتلكلخ من المسلحين؛ أي تنتهي وظيفة عرسال الاستراتيجية، ما يُسهم في رفع الغطاء الإقليمي عنها، الأمر الذي قد يدفع الجيش اللبناني إلى القيام بعملية عسكرية لحماية استقراره الداخلي، خصوصاً مع احتمال هروب مسلحي القلمون إلى الاراضي اللبنانية، في حال أقدم الجيش السوري على تطهير أراضيه الحدودية من الإرهاب، يختم المرجع