اشار بطريرك انطاكيا وسائر المشرق والاسكندرية واورشليم للروم الملكيين الكاثوليك ​غريغوريوس الثالث لحام​ بعد لقائه رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون في دارته في الرابية برفقة المستشار البطريركي للشؤون العامة الارشمندريت شربل الحكيم وأمين سر مؤتمر العائلة وتحديات العصر الدكتور ايلي حليحل في حضور الوزير السابق نقولا الصحناوي، الى اننا "سررنا بزيارة دولة الرئيس العماد ميشال عون الذي شكرنا له مشاركته في كل النشاطات التي تقام في المركز العالمي لحوار الحضارات، لقاء، وقدمنا له "وثيقة لقاء الربوة" التي صدرت عن مؤتمر "العائلة وتحديات العصر في الشرق الاوسط"، وهي استكمال للسينودس الذي عقد في روما بدعوة من قداسة البابا فرنسيس. وهذه الوثيقة تشمل لبنان ودول الشرق الاوسط، في ظل ما نشهده من اعمال عنف وقتل وتدمير وتفكيك لعائلاتنا ولمجتمعنا في غياب منطق الحوار واحترام كرامة الانسان".

أضاف: "إننا نعتبر وثيقة الربوة مدماكا أساسيا يبنى عليه لمواجهة التحدي الاساسي في هذه الايام الدقيقة، هو كيف نقدم أنفسنا للغير، وكيف يجب ان نفهم الآخر ونقبله بانفتاح، بعيدا عن الانغلاق والاحكام المسبقة. واننا نرى اليوم ان الإنسان يستعمل أعضاءه وفكره ومخيلته وإختراعاته، ليقتل ويخترع آلات القتل والدمار والترويع والموت الجسدي والنفسي? ان العائلة يجب أن تكون الخميرة في مجتمعها المتنوع والمتعدد الطوائف والمذاهب والحضارات، كما ان التواصل المسيحي الاسلامي يعطي العائلة الحصانة الروحية والاجتماعية خصوصا امام تنامي التيارات الهدامة والارهابية الوافدة من الخارج، لأن العائلة هي الحاضنة للقيم الايمانية والانفتاح على الحضارات وبناء الجسور بين الناس".

وتابع: "نتمنى ان يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية بأسرع وقت، لان دقة الظرف تتطلب توحيد الجهود والترفع عن المصالح الشخصية. فلبنان ينادينا جميعا، وعلينا ان نضع كل إمكاناتنا من اجل اعادة الوهج الى قصر الرئاسة الاولى، من خلال انتخاب رئيس للجمهورية. كما اننا نثمن خطوات الدولة في سبيل ارساء الأمن وطمأنة المواطنين والجهود التي تبذل لإنهاء محنة العسكريين المخطوفين، طالبين من الله ان تلقى هذه الجهود نتيجة إيجابية، وتضع حدا لعذابات الأهالي بعودة ابنائهم اليهم والى الوطن". وأمل ان "يكون لهذا البيت حصة كبيرة في وصول لبنان الى شاطىء الامان وان يكون ايضا لهذه العائلة اللبنانية رأس هو الرئيس اللبناني المسيحي ولكل اللبنانيين".

وخلال اللقاء، كان بحث في أوضاع المسيحيين في الشرق الاوسط وما يتعرضون له من حملات قتل وتهجير، وأطلعه على الاتصالات الجارية مع المراجع الكنسية العليا بعيدا عن الاعلام بشأن حل المشاكل الملحة الطارئة والتخفيف من التهجير.

وسلم لحام والوفد عون "وثيقة لقاء الربوة" التي صدرت في ختام المؤتمر الشرق اوسطي حول العائلة وتحدياتها وحضره كل رؤساء الطوائف الاسلامية والمسيحية وشارك فيه رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، ووفد فاتيكاني برئاسة أمين عام مجمع الأساقفة في العالم الكاردينال لورانزو بالديساري.

وشرح الحكيم لعون "آلية تفعيل الوثيقة التي صدرت عن المؤتمر عبر التواصل في لبنان بين مختلف مكوناته والتنسيق المستمر مع حاضرة الفاتيكان في اطار حماية مسيحيي الشرق".

بدوره، شكر عون للحام زيارته، ونوه بالنشاطات التي يرعاها "وتحمل في طياتها أبعادا جوهرية وطنية وكنسية". وقال: "فخر للبنان ان يكون اكليروس لبنان بهذا الوعي من اجل المحافظة على العائلة في لبنان"

واستبقى عون لحام والوفد المرافق له الى مائدة الغداء.