نبّه النائب السابق ​مصباح الأحدب​ الى أن "الأجندة الداخلية لحزب الله بدأت تتضاءل كثيرا على حساب أجندته الخارجية التي تضخمت أخيرا بشكل غير مسبوق"، متسائلا: "هل سيطلب منا الحزب دعمه غدا في معركته في نيجيريا؟"

واعتبر الأحدب في حديث لـ"النشرة" أن أحدا لم يعد يفهم ما يقوله "حزب الله" المنغمس في ملفات المنطقة، وسأل: "كيف يشن كل هذه الحملة نصرة للشعب اليمني وكأنّه لم يسمع أو يرى ما يحصل بالشعب السوري!"

وشدّد الأحدب على أنّ "لا مصلحة للبنان على الاطلاق بالاستمرار بالحملة التي يشنّها حزب الله على المملكة العربية السعودية"، منبها الى التداعيات في حال تم ترحيل حوالي 500 ألف لبناني من دول الخليج. ورأى أنّ "حزب الله يمعن وبطريقة ممنهجة بتفتيت وتهميش الرزنامة اللبنانية لصالح أجندته الاقليمية لا بل يمنع أيضا صياغة حلول للأزمات الداخلية المتراكمة".

الرزنامة الداخلية لتيار المستقبل ضاعت كليا

واتهم الأحدب تيار "المستقبل" بتأمين "غطاء للحزب داخليا بأكثر من طريقة وأبرزها الحوار الذي يخوضه الفريقان بقرار خارجي"، وقال: "ما نسعى اليه ونريده هو حوار حقيقي بقرار داخلي وهو ما ليس متوافرا حاليا، حتى أن الرزنامة الداخلية للمستقبل ضاعت كليا".

وأثنى الأحدب على السلاح الفرنسي الذي وصلت أول دفعة منه للجيش باطار الهبة السعودية، لافتا الى ان السلاح الذي سيصل نوعي ويجعل القوة الضاربة للجيش أكثر فعالية وقادرة على التصدي لأي عدو على الحدود. وقال: "حبذا لو نستطيع أن نقوي الجيش أيضا من خلال وحدتنا الداخلية غير الموجودة والمشكك بها".

وتساءل: "عن أي استقرار يتحدثون والجيش يوقف المقاتل الذي يذهب ليقاتل في سوريا ضد النظام ويعتبره ارهابيا ويذله في السجون، وفي المقابل الكل يسكت عن ارسال حزب الله آلاف العناصر للقتال في سوريا".

هناك من يسعى لتوريط الجيش

ورأى الأحدب أن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بات صريحا أكثر من أي وقت مضى بحديثه عن معارك يخوضها حزبه بأكثر من مكان، وقال: "أنا كلبناني لا أرى أن معركتي في اليمن ولا في سوريا ولا في غيرها من الدول".

وعن تورط العميد المتقاعد عميد حمود بأحداث طرابلس، قال الأحدب: "الكل بات يعي ان جميع الفرقاء تورطوا في ما شهدته طرابلس والمطلوب الاقرار بذلك للانطلاق باتجاه معالجة حقيقية للوضع".

واستهجن الأحدب استمرار البعض بالدفاع عن الوزير السابق ميشال سماحة وهو اعترف بكل التهم الموجهة اليه، وأضاف: "لا بل هناك من يسعى لتوريط الجيش بحثّه على التنسيق مع الجيش والنظام السوري الذي يقود عمليات التفجير بلبنان".

واعتبر الأحدب أن "الملفات اللبنانية الداخلية ستبقى عالقة بانتظار تبلور الاتفاقات الخارجية لأن الفرقاء اللبنانيين يتبعون جهات اقليمية لم تصل بعد لاتفاق". وقال: "لا يبدو أن هناك رئيسًا للبلاد في المدى المنظور، حتى أن المهام المطلوبة من هذا الرئيس لا تزال غير واضحة ولكن لا شك اننا لا نريد رئيسًا يجعل من أحد الفرقاء الاقليميين منتصرا على الآخر ما يؤدي لاهتزاز الوضع الداخلي مع كل خلل اقليمي".