اعتبر عضو كتلة "الكتائب" النائب ​سامر سعادة​ أن تهديد رئيس المجلس النيابي نبيه بري بحل البرلمان ينطوي على حل للأزمة التشريعية والرئاسية معا، باعتبار أن الخطوات الواجب اتخاذها لحل المجلس، وكما قال بري نفسه تقتضي أن يكون هناك رئيس جديد للبلاد، وبالتالي عندها لا اشكالية لدينا من المشاركة بالجلسات التشريعية. وقال: "أما اليوم فالمجلس ومنذ نيسان الماضي مجلس انتخابي ولا يحق له التشريع بأي موضوع مهما كان"، مستهجنا الحديث عن "​تشريع الضرورة​" الذي لم يلحظه الدستور أو يتطرق له.

وشدّد سعادة في حديث لـ"النشرة" على أن موقف حزب "الكتائب" من المشاركة بالجلسات التشريعية بغياب رئيس موقف مبدئي ولا علاقة له بجدول الأعمال الذي تضعه هيئة المجلس، واضاف: "للأسف لم يقدّر من أشرف على وضع الدستور أن يكون هناك نواب لا يتحملون مسؤولياتهم ويتمادون بتعطيل رأس الدولة ما ينعكس تلقائيا تعطيلا لكل أعضائها".

غياب الرئيس يعطّل كل شيء

واستغرب سعادة اتهام الكتل التي قررت عدم المشاركة بالتشريع بتعطيل عمل مجلس النواب، لافتا الى ان "المعطّل الحقيقي لكل الحياة السياسية في لبنان هو من يعطل انتخاب رئيس جديد للبلاد". وأوضح أنّ "غياب الرئيس من المفترض أن يعطّل كل شيء آخر، الا اذا كان هناك من يعتبر أن منصب الرئيس منصب فخري، لا قيمة له".

وأسف سعادة لاستمرار بعض الفرقاء بربط مصير الاستحقاق الرئاسي ومصير البلد باستحقاقات خارجية، داعيا للبننة الاستحقاق والعودة الى الداخل والى المؤسسات لحل الأزمات المتراكمة وعلى رأس أزمة الشغور في سدة الرئاسة.

وقال: "يبدو أننا لا نزال في المربع الاول بالموضوع الرئاسي، فالمصالح الشخصية مرتبطة برهانات خارجية، وتعلّق البعض بحبال الهواء يشكل العقبة الاساسية التي تمنع انتخاب رئيس".

الخليج متنفس اقتصادي للبنان

وتطرق سعادة للتصعيد الأخير الذي شهدته البلاد على خلفية الأزمة اليمنية، معربا عن أمله في أن يكف البعض باللعب بمصير لبنان ويعود الى داخل الحدود معتمدا المصلحة الوطنية سقفا لخطاباته.

واستهجن سعادة هجوم "حزب الله" على المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي التي تشكل المتنفس الاقتصادي للبنان، "مع العلم أن كل هذه المواقف لا تقدم أو تؤخر في الازمة اليمنية، بل تزيد أزمتنا تعقيدا". واضاف: "ألا يكفي الأمور التي نحن مختلفون عليها بالداخل، كي نسعى لاستيراد خلافات الغير؟"

لا مصلحة بتفريغ المؤسسات الأمنية

وفي موضوع ​التمديد​ لقادة الأجهزة الأمنية، شدّد سعادة على ان لا مصلحة للبنان واللبنانيين بتفريغ المؤسسات الأمنية من قادتها، لافتا الى ان الرهان على ذلك رهان على المجهول، وهو رهان أناني ولعب بمصير البلد. وقال: "اذا اتفقنا على هذه التعيينات فالأفضل السير بها، أما في حال لم ننجح بالوصول الى تفاهمات بخصوصها فالمطلوب التمديد للقادة الحاليين خاصة في ظل المخاطر المحيطة بنا وتلك المتربصة على حدودنا الشرقية والجنوبية على حد سواء".

وتوجه سعادة بالتحية للشعب الأرمني الذي لا يزال يناضل في سبيل قضيته، مذكرا بأن ما عاناه الأرمن من بطش العثمانيين عاناه لبنان أيضا، وساحة الشهداء شاهدة على ذلك. واعرب عن أسفه لسعي البعض للمزايدة في هذا الملف لأسباب طائفية أكثر منها تاريخية، مذكرا أنّ أول من انتفض على الحكم العثماني كان العرب المسلمون.