حصل اللقاء المرتقب بين الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله ورئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون من دون الإعلان عنه، أو لم يحصل بعد وسيعقد خلال الساعات أو الأيام المقبلة، فالنتيجة واحدة بالنسبة الى جماهير الفريقين.

فشارعا الحليفين عاشا خلال الساعات الماضية جواً من الإضطراب السياسي عندما شعرا للحظة أنّ التفاهم القائم بينهما في خطر بسبب التعيينات الأمنية وما قاله الجنرال بعد الإجتماع الأخير للتكتل عن تركه حلفائه إذا تركوه.

وبمجرّد نشاط حركة الإتصالات بين الرابية والضاحية، إرتاح شارع الحزب الذي يرى في الحليف المسيحي الأقوى، "المُنقذ الوحيد من الحصار السياسي الإقليمي والدولي الذي يتعرّض له". هذا ما يؤكده مقربون منه ويسألون "كيف يمكن لجماهير الحزب ألا تضغط على قيادتها لإرضاء الجنرال، وهي التي رأت في يوم من الأيام فريقاً لبنانياً يوزع الحلوى في طرابلس إبتهاجاً باستهداف الضاحية بتفجير إرهابي، الأمر الذي يؤكد لها أكثر فأكثر، أنّ رأس المقاومة مطلوب ليس فقط خارجياً بل داخلياً أيضاً، وبالتالي هي تحتاج الى سند قوي بحجم "التيار"؟

بدورها، لا تتردّد أوساط "التيار الوطني الحر" ولو للحظة واحدة في التعبير عن "ارتياحها الكامل للإتصالات القائمة مع الحليف. فهذه البيئة التي تربّت منذ العام 2006 على ثقافة التفاهم ومارستها فعلاً لا قولاً في كل الإستحقاقات والمناسبات، تنزعج كثيراً عندما تشعر أن العلاقة الأمتن بين فريقين لبنانيين تتعرض للإهتزاز بسبب ملف التعيينات الأمنية أو غيره من القضايا، وذلك على إعتبار أن ما يجمع الفريقين أقوى وأهم من خلاف يحل بالتشاور".

وإذا كانت المواضيع المطروحةعلى طاولة لقاء عون-نصرالله مهمة جداً بالنسبة الى الرجلين والقيادتين، فالصورة التي ستوزع الى وسائل الإعلام هي الأهم بالنسبة الى قاعدتَي التيار والحزب، إذ تكشف أوساط الفريقين عن قناعة ثابتة لديها مفادها أنّ "التيار يحتاج الى الحزب بقدر ما يحتاج الحزب إلى "التيار" إنطلاقاً من قاعدة تحالف الأقليات في المنطقة لمواجهة الهجمة التكفيرية السلفيّة المتنامية في دول المحيط". وبحسب الأوساط عينها "لقد مرّ التفاهم بظروف أصعب من التي يعيشها اليوم، وتخطّى عقبات وملفات لا تقل عن ملف التعيينات الأمنية، لذلك ننصح المراهنين على إنفراطه بأن يخّيطوا بغير هالمسلّة".

بعد تصعيد "الجنرال" الأخير، لم يخرج مسؤول واحد من "حزب الله" ليهاجمه أو ينتقده في الإعلام، لا بل أكد نواب كتلة الوفاء للمقاومة من عين التينة خلال لقاء الأربعاء النيابي أن "الحزب لا يمكن ان يترك حليفه"، وهذا ما أراح أكثر فأكثر جماهير التفاهم على إعتبار أن ما يصدر عادة عن نواب الحزب، لا يأتي إلا بتوجيهات من قيادتهم، وأن الأمور ذاهبة في إتجاه الحلحلة.