يكثر الحديث عن قرب موعد معركة القلمون حيث ينتشر مسلحو «النصرة» و«داعش» الارهابيون في عدد من المرتفعات بعدما تمكن الجيش العربي السوري بالتعاون مع «حزب الله» من التضييق عليهم من الجهة السورية للحدود، وعزز الجيش اللبناني من مواقعه ومراكزه في جرود عرسال ورأس بعلبك.

وتقول المعلومات ان هذه المعركة المرتقبة ستكون حاسمة، ولن تقتصر على بعض المواقع والمحاور، وستمتد على مساحة كبيرة لتشمل المنطقة الممتدة من جنوب المرتفعات المواجهة لجرود بريتال الى تلك المقابلة لجرود عرسال ورأس بعلبك.

واللافت ان الطيران الحربي للعدو الاسرائيلي نشط في الاسابيع الثلاثة الاخيرة محلقا على علو مرتفع ومتوسط فوق عدد من المناطق البقاعية، وترافق ذلك مع الكلام عن غارة شنها مؤخرا على قافلة لحزب الله في جرود المنطقة.

وبغض النظر عن صحة هذا الخبر وطبيعته فان هذا النشاط الطيران يؤكد مرة اخرى مدى التنسيق بين العدو الاسرائيلي والمجموعات الارهابية لا سيما تنظيم «جبهة النصرة» على غرار ما حدث ويحدث في الجبهة الجنوبية المحاذية للحدود السورية مع الجولان المحتل.

وحسب المعلومات فان العدو قدم مؤخرا معلومات لوجستية للتنظيمات الارهابية في القلمون كما فعل في القنيطرة ودرعا في محاولة لدعمهم تحسبا للمعركة المنتظرة، مع العلم ان هذه المجموعات بثت مؤخرا افلام فيديو ومعلومات عن تعزيز انتشار عناصرها في محاولة مكشوفة لرفع المعنويات في صفوف هذه العناصر التي تشعر يوما بعد يوم بتضييق الخناق عليها بعد العمليات العسكرية الناجحة التي قام بها مؤخرا الجيش السوري بالتعاون مع حزب الله في الجرود المحاذية لمنطقة الزبداني.

ومن الجهة اللبنانية المقابلة للمرتفعات التي يتواجد فيها مسلحو «النصرة» و«داعش» وملحقاتهما يواصل الجيش اللبناني فتح نيران مدافعه على التحركات التي يرصدها في هذه المرتفعات بحيث تمكن مؤخرا من اضعاف وشل حركة المسلحين ونجح في تعزيز مواقعه الاستراتيجية في المنطقة.

وعكس ما يشيعه بعض وسائل الاعلام فان القرى والبلدات البقاعية في المنطقة تشهد حركة عادية وطبيعية، ويؤكد ابناؤها انهم يتعاملون مع الوضع منذ فترة غير قصيرة بشكل عادي في جو من المعنويات العالية لا سيما بعد ان تراجع المسلحون الارهابيون في المناطق الجردية نتيجة تمكن الجيش اللبناني من تعزيز وتوسيع رقعة انتشاره، ونجح مقاتلو حزب الله في مناطق انتشارهم في بعض الجرود الحدودية في توجيه ضربات مهمة لتحركات هؤلاء الارهابيين.

ووفقا للاجواء السائدة فإن الكلام عن بدء المعركة في غضون ايام قليلة يندرج في خانة التوقعات والتكهنات لأن ساعة الصفر تحددها المعطيات والظروف التي لدى الجيش العربي السوري وحزب الله مع العلم ان المجموعات الارهابية تلقت ضربات وهزائم عديدة في الآونة الاخيرة في هذه المناطق وفشلت في كسر الحصار المفروض عليها في المواقع التي تتواجد فيها وهي تسعى منذ فترة مستفيدة من المعلومات اللوجستية التي تتزود بها من العدو الاسرائىلي لايجاد ممر لها للفرار منه في حال جرت المعركة المنتظرة.

وحول ما اذ كان العدو الاسرائىلي سيزيد من تدخله في هذه المواجهة تقول مصادر مطلعة ان اي تدخل اسرائىلي مباشر سيواجه كما حصل مؤخرا بردّ مباشر وقوي في اكثر من منطقة حدودية وان المسؤولين الاسرائىليين يدركون حجم وتأثير الرد الممكن وبالتالي عليهم ان يعدّوا الى المئة قبل الاقدام على مثل هذه المغامرة.

اما الحديث عن ضعف معنويات الجيش السوري بعد سقوط ادلب وجسر الشغور في يد المجموعات الارهابية فانه في غير محله كما يقول مصدر بارز فالجيش في القلمون يستلم زمام المبادرة بكل المقاييس كما ان وحدات الجيش في التي نفذت اعادة انتشار في جوار ادلب وجسر الشغور بدأت تستيعد المبادرة حيث وجهت في الايام الاخيرة ضربات قوية لأرتال التنظيمات الارهابية وتمكنت من تحسين مواقعها واحراز تقدم في منطقة سهل الغاب وريف حماه الشمالي وجبهة ريفي اللاذقية - إدلب.