بعد أن كان لبنان رائدا في مجال الاتصالات والتكنولوجيا في الاعوام الماضية، ها هو اليوم يتراجع الى ادنى المراتب العالمية بعد ان سبقه التطور بفارق شاسع. ولكن دون الدخول في اسباب هذا التراجع ومدى تأثير السياسات الحكومية، ينبغي الحديث عن المستقبل، لان الماضي قد فات والقادم هو المهم، ومن هنا انطلق وزير الاتصالات ​بطرس حرب​ في حديثه عن مشروع ضخم يتم التحضير له في اروقة ​وزارة الاتصالات​، سيبصر النور في الاول من تموز المقبل.

مرت وزارة الاتصالات حسب حرب بمرحلة من الركود منعت مواكبة التطور، وذلك نتيجة الصراعات السياسية التي عصفت بالبلد ككل، ولذلك كان لا بد من بذل جهود اضافية ليعود لبنان الى المرتبة التي يستحقها في عالم الاتصالات. وهذه الجهود التي قام بها موظفو الوزارة وأوجيرو، بمعاونة خبراء لبنانيين يعملون في شركات عالمية، تكللت بوضع مشروع كامل متكامل سيشكل ورشة وطنية تستدعي تعاون الجميع لتنفيذها. وفي هذا السياق يشير حرب خلال لقاء مع عدد من الصحافيين، الى ان المشروع الجديد ان تحقق كما نأمل سينقل لبنان من مرحلة الى أخرى في عالم الاتصالات.

سيعلن وزير الاتصالات بطرس حرب في الاول من تموز المقبل، ومن داخل السراي الحكومي خطته للنهوض بقطاع الاتصالات. سيرسم الوزير الخطوط العريضة للخطة، ويفسح المجال للمدراء العامين المختصين لشرح تفاصيل الخطة، التي تهدف الى تجهيز البنى التحتية اللازمة للنهوض بقطاع الاتصالات عبر تمديد خطوط "الفايبر اوبتيك" لتصل الى كل منزل في لبنان بكلفة ستفوق الـ 600 مليون دولار اميركي، خلال مدة 5 سنوات، ولكن النتائج ستبدأ من العام الاول إذ سيتم العمل بالشبكة الجديدة ضمن المناطق التي ينتهي العمل بها، بالاضافة الى إبقاء الشبكة النحاسية الموجودة اليوم وترميمها واستكمالها لتغطي كامل المناطق اللبنانية، لان هذه الشبكة ستكون البديل عن "شبكة الفايبر اوبتيك" ان حصل اي اعطال عليها.

وهنا يؤكد حرب ان الشبكة النحاسية الموجودة اليوم لم تعد قادرة على مواكبة حاجات الناس، وبالتالي فإن هذا المشروع هو ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها على الاطلاق، كما انه لا بديل عنه ابدا، لذلك لا يمكن بالمستقبل لأي وزير يأتي الى وزارة الاتصالات ان يلغيه.

وبالاضافة الى شبكة الهاتف الثابت والانترنت، تلحظ الخطة ايضا تطويرا في شبكة الهاتف الخلوي لتصبح جاهزة لاستقبال "انترنت الجيل الرابع" خلال عامين وبكلفة تصل الى 140 مليون دولار اميركي، واستقبال "الجيل الخامس" عام 2020 تاريخ طرحه في دول العالم، إذ بحسب الوزير لا يجوز ان يُحرم اللبناني من كل هذا التطور بسبب ضعف الدولة اللبنانية وقصورها عن تأمين البنى التحتية اللازمة للولوج الى عالم الانترنت الذي اصبح من الامور الاساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها. ويرى حرب ان نجاح هذا المشروع سيجذب الشركات العالمية التي لطالما اعتبرت لبنان ملاذها الاول في الشرق الاوسط للعمل، انما تراجع مستوى خدمات الاتصالات في لبنان جعلها تبحث عن اسواق اخرى، وبالتالي فإن عودة لبنان الى المراتب الاولى "في التصنيف التكنولوجي" سيعيد الشركات وسيُدخل لبنان مجددا في سوق المنافسة، وسيشكل مردودا كبيرا جدا على الاقتصاد اللبناني.

كذلك في الاول من تموز سيتم وضع 25 فرقة صيانة للانترنت بخدمة المواطنين، وسيخصص الرقم 1516 على مدار الساعة للابلاغ عن أي عطل يطرأ على شبكة "dsl". تلقى اللبنانيون وعودا كثيرة في السنوات الاخيرة لها علاقة بالهاتف والانترنت، ولكن حتى اليوم لا زالت بعض القرى والبلدات تعاني من غياب هذه الخدمة البسيطة عن بيوتها، فهل تكون هذه الخطة كتلك الوعود، أم أن "الحظ" سيكون الى جانب هذا المشروع فيبصر النور؟