شدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي انه "ما من أحد يستطيع اقتلاع الكنيسة من هذا المشرق لأن الله زرعها في ارضه وبالتالي يبقى النهج المسيحي نهج الرب. فدم الشهداء هم بذور المسيحيين".

وفي كلمة له، هلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر مسيحيي الشرق في جامعة سيدة اللويز في زوق مصبح، لفت الراعي الى هناك من يتساءل عن مصير مسيحيي الشرق الأوسط، فاكد ان المسيحيين "اليوم هم حاجة بلدان الشرق الملحة والقسوة إذ يرقى وجودهم إلى ألفي سنة وهم أرسوا الثقافة المسيحية على ارضه".

وأشار الى ان "هذا ما يريد تأكيده بموضوع هذا المؤتمر "مسيحيي الشرق"، لافتاً الى ان "حضور المسيحيين سيظل للشهادة والخدمة والرسالة، إذا نعتبر ان التقوقع يلغي رسالتنا والذوبان يقضي على هويتنا".

واكد ان حضور المسيحيين "حضور تراث ورسالة فقد غذوا تاريخهم بحضارتهم الانجيلية أي عززوا الانفتاح والتنوع وساهموا في نشأة الاحزاب وبناء الدولة وكانوا في اساس احياء الحضارة العربية المسيحية والاسلامية".

ورأى ان "من نتائج النهضة العربية استنباض مفهومين: العروبة والتعددية. فالعروبة هي عروبة الانسان اما التعددية فهي تعددية الثقافات والمجتماعات وليست تشرذم طوائف على حساب الوحدة الوطنية".

ولفت الى ان التعاون المسيحي-الاسلامي بلغ درجة مرموقة في العمل المشترك، فكان لهم دور بارز في الدعوة إلى الوحدة العربية". وأشار الى ان "لبنان يشكل نموذج العيش معا في المساواة في نظام يفصل بين الدين والدولة مع احترام جميع المكونات الدينية وفي نظام ديمقراطي يتيح لهم، على تنوع طوائفهم، المشاركة المتوازنة في الحكم والادارة".

وشدد على ان "لبنان قيمة حضارية ثمينة وهو رسالة حرية ونموذج في التعددية وصاحب تقاليد غنية في التعاون بين المسيحيين والمسلمين، خصوصية لبنان هذه جعلت منه دولة بجناحين، جناح مسيحي وآخر مسلم". ولفت الى ان "الحضور المسحيي في الشرق حاجة وضرورة وبدل السؤال عن مصير المسيحيين ينبغي ان يتسائل العالم العربي عن مصيره من دون دور فاعل للمسيحيين فيه".

وفي الشأن السياسي، وجه الراعي "النداء إلى كل فريق سياسي وكتلة نيابية عندنا كي يعين مرشحه النهائي المقبول من الجميع لانتخابات الرئاسة وان يكون معروفا بتاريخه الناصع وبقدرته وحكمته على قيادة الدولة، بانتخاب رئيس تعود الحياة الطبيعية إلى المؤسسات الدستورية والعامة وتجرى الاصلاحات السياسية اللازمة والادارية عندها يستطيع لبنان ان يقدم اسهامه في الحلول للنزاعات في المنطقة التي لا ينتج عنها سوى المزيد من القتل والدمار والتهجير".