أفادت صحيفة "النيويورك تايمز" الأميركية أن "الولايات المتحدة تواجه صعوبة كبيرة في تكوين مجموعات مسلحة معتدلة داخل الساحة السورية المضطربة منذ أربع سنوات، والتي يتحكم في مفردات الصراع الدائر بها التنظيمات المسلحة الأصولية".

ذكرت الصحيفة ان "برنامج وزارة الدفاع الأميركية عانى لتكوين قوة من المجموعات المعتدلة لمواجهة تنظيمي "داعش" وجبهة "النصرة" إلى جانب قوات نظام بشار الأسد، فقد شهد البرنامج العديد من حالات هروب المتدربين، أو صعوبة فى تجنيد الأفراد، لينتهي بتكوين قوة قوامها 54 مقاتلا فقط، تحت قيادة عسكري سابق منشق عن قوات بشار الأسد الحكومية"، لافتةً الى ان "تلك القوة قد شهدت انتكاسة محرجة بنهاية الأسبوع الماضي بقيام مجموعات جبهة "النصرة" باختطاف قائد القوة المنشق عن جيش بشار الأسد بالقرب من الحدود السورية- التركية، لتكلل جهود البنتاغون لتكوين مجموعات معتدلة مناهضة لـ"داعش" وجبهة "النصرة" بالفشل الذريع مرة أخرى".

واذ اشارت الصحيفة الى ان "حادث الاختطاف جاء في الوقت الذي تدرس فيه أميركا مع تركيا تكوين منطقة خالية من مليشيات التنظيم المسلح "داعش" في شمال سوريا، باستخدام عمليات القصف الجوي بالتنسيق مع مقاتلين ضمن برنامج البنتاغون لتدريب مجموعات معتدلة، يقودهم العسكري المختطف "ناديم حسن" لخوض القتال البري ضد المليشيات المتطرفة".

واضافت: "كان برنامج الولايات المتحدة لتدريب مجموعات معتدلة في كل من الأردن وتركيا قد أسفر عن تخرج 60 مقاتل فقط، فقد تم استبعاد الكثيرين إما بسبب التوجس في اعتناقهم أيديولوجية متطرفة بشكل خفي، أو بسبب لأنهم غير لائقين، أو بسبب عزوف البعض عن القتال وترك البرنامج"، موضحةً ان "جبهة "النصرة" دأبت على الهجوم على الحركات القريبة من الولايات المتحدة ومن دعمها، مثل جبهة الثوريين السوريين أو حركة حزم، حيث نجحت في أكثر من مرة في التفوق على تلك الحركات والاستحواذ على أسلحتهم الأميركية المتطورة. وكان المختطف "حسن" قد أبدى شكواه في مجموعة من المقابلات الصحفية قبل اختطافه، معترضا على قلة الموارد المالية والمقاتلين، وعدم توافر الأسلحة والدعم الكافي للسيطرة على حدود سوريا الشمالية".