استنكر وزير شؤون ​القدس​ في فلسطين ​عدنان الحسيني​ نيّة سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتبار المرابطين والمرابطات المقدسيين داخل المسجد الأقصى في القدس المحتلة، "تنظيماً غير شرعي"(1)، بهدف حرمانهم من الرباط داخل المسجد، والسماح للمستوطنين باقتحام الأقصى وتدنيسه بشكل مبرمج.

وفي حديث خاص إلى مراسل "النشرة" في فلسطين محمّد فروانة، قال الحسيني إنه في واقع الأمر وحقيقته فإن هؤلاء المرابطين هم عبارة عن مصاطب علم(2)وليست تنظيمات غير قانونية أو شرعية كما يدعي الاحتلال، لافتاً إلى أنّ تسميتها إسرائيلياً بهذا الشكل غير صحيح، "إذ أن المسجد في الإسلام مدرسة، وكلها عبارة عن مصاطب علم وما يحدث في الأقصى هو الوضع الطبيعي".

وأوضح الحسيني أن الوضع غير الطبيعي هو استمرار الاحتلال في ممارساته القمعية بحق المقدسيين، وما يمارسه من اعتداءات واشكاليات للمرابطين والمسلمين الموجودين في المسجد.

رفض واستنكار

وشدّد الحسيني وهو محافظ القدس أيضاً، على أنّ هذه المضايقات الإسرائيلية الهدف منها إخلاء المجال للمستوطنين ومنع المسلمين من دخول الأقصى، مشيراً إلى أنّه إذا تم اعتبار المرابطين تنظيماً غير قانوني، فإنه سيتم اعتبار دائرة الأوقاف الفلسطينية جسم غير قانوني أيضاً، ومن ثم يصبح القانوني هو الاحتلال وهذا مستنكر ومرفوض.

ولفت الحسيني إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مدينة القدس المحتلة بشكل عام، ويركز في استهدافه للمسجد الأقصى بشكل مباشر ومركز يومياً، ورغم ذلك يعلم المقدسيون أن الأقصى هو النواة وهو ما يجمعهم في السراء والضراء ويجتمعون حوله، لافتاً إلى أنّ الاحتلال يعمل على تشتيت هذه العلاقة والمجتمع من خلال التركيز على المسجد الأقصى وإبعاد المقدسيين عنه وجعلهم يشعرون بالضيق، فضلاً عن معاناتهم في الدخول والخروج منه.

وأضاف الحسيني: "هذه حرب نفسية إسرائيلية تتعامل بها مع المقدسيين حتى ينفروا عن الأقصى".

التواجد الفلسطيني مخيف لإسرائيل

ووصف الوزير الفلسطيني الوضع في القدس بالصعب، قائلاً: "أنا لست متشائماً لأن هناك رجال قادرين أن يفعلوا الكثير ويواجهوا الاحتلال الإسرائيلي، لكنني أشعر بالضيق من الفراغ الذي من المفروض أن تغطيه الأمة العربية والإسلامية وهو للأسف فراغ كبير".

وتابع: "لا يوجد أي شيء يذكر باتجاه مساعدة هذا المقدسي في صبره وصموده وشعوره بأنه ليس وحيداً في الدفاع عن القدس وكرامة الأمة العربية والإسلامية".

وأضاف الحسيني أن هذا ما يؤلمنا، لكننا كمقدسيين أهل رباط لا نخاف أو نهاب الاحتلال، ولن نسمح بأي حال من الأحوال أن يصبح المسجد الأقصى المبارك لليهود.

وفي سياق آخر، اعتبر محافظ القدس، أن الاحتلال الإسرائيلي لا زال مستمراً في استراتيجية هدم ومصادرة البيوت في القدس المحتلة، مشيراً إلى أنّ "إسرائيل" لا تريد أن يكون بالقدس أكثر من 12% من السكان، لكن عندما يكون عدد المقدسيين 38% هذا أمر مخيف بالنسبة لإسرائيل.

وأوضح أن الجهود الإسرائيلية تعمل منذ زمن وتتكاتف كمؤسسات دينية وبلديات وشرطة وأمن من أجل ضرب التواجد الفلسطيني في القدس المحتلة، لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل حتى الآن.

وأضاف الحسيني: "الفلسطينيون في القدس كانوا عام 1967، 65 ألف نسمة والآن، 370 ألف نسمة، وهذا أمر مخيف بالنسبة للاحتلال، ما يعني أن هذا زعزعة لاستراتيجية الاحتلال يجعلها فاشلة في كل المعايير".

(1)نشرت منظمات الهيكل المزعوم فحوى رسالة من وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي "جلعاد أردان" إلى وزير الدفاع الإسرائيلي "موشيه يعالون"، تطالبه بحظر نشاط المرابطين والمرابطات في الأقصى للدفاع عن المسجد كونها "زيارات اليهود لجبل الهيكل"، واعتبارها تنظيمًا "غير قانوني" وحظر جميع تحركاتهم في الأقصى.

وادعى وزير الأمن أن هذه التنظيمات تعمل على اثارة الشغب في "جبل الهيكل" من خلال مطاردة "الزوار اليهود" والاعتداء والتحريض عليهم، وتوعد ببذل كل ما بوسعه من أجل اخراج هذه التنظيمات عن القانون.

(2)تعد مصاطب العلم رافدًا من روافد الدفاع عن الأقصى وهي جزء من معادلة الصمود، تعود جذورها إلى العهد العثماني الذي اشتهرت فيه ثلاثون مصطبة علمية، تلك المصاطب تم تفعيلها في السنوات الأخيرة من قِبَل مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية وتحديدًا عام 2000/2001، وعندما أقدمت سلطات الاحتلال على إغلاق المؤسسة، تولت مؤسسة "عمارة الأقصى والمقدسات" رعاية مشروع المصاطب حتى الآن.