عاد العماد ميشال عون الى معزوفة انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب مباشرة ..قد يكون الجنرال اليوم في «خبريته» هذه موحدا مع حلفائه اكثر من اي وقت مضى اذا اخذنا بعين الاعتبار ما سربته مصادر مقربة من «حزب الله» حول تأييده هذه الطريقة باعتبارها من اسمى آليات التعبير عن الديمقراطية ..

والا والكلام للمصادر ذاتها فان الخيارات باتت واضحة امام الجميع ولم يعد هناك من مفر الا اعادة انتاج السلطة من خلال الشعب على طريقة اقرار قانون انتخابي جديد يعيد الحقوق النيابية والحكومية والرئاسية الى اصحابها.

وعلى ما تشير المصادر فانه مخطئ كل من يظن بأن الجنرال وحيدا في معركة استرجاع الحقوق..التزام حلفائه بالطريقة السلمية في حملة دعمه للوصول الى الرئاسة او على الاقل اعادة تفعيل عمل المؤسسات بطريقة نظامية وقانونية لا يعني وقوفهم على الحياد متى يطلب الجنرال ذلك فالخيارات هنا مفتوحة بكل الاتجاهات من «الشارع وصولا الى المؤسسات».

على ان الثابت في ازمة الحكم هذه هو تباري الجميع لتأجيج الخلافات ولكن تحت سقف الابقاء على الحكومة وحمايتها برموش العيون... غير ان سياسة الكسر والجبر المعتمدة لا تعني بالضرورة ان مشكلة حكومة الرئيس تمام سلام هي فقط في كيفية الابقاء عليها وتحصينها...

ثمة مشكلة جديدة طفت على السطح ولا تتعلق فقط بالخلاف مع التيار الوطني الحر حول مسألة التعيينات ومؤازرة حزب الله له، بل اصبحت المشكلة مع الحزب مباشرة بعد التفاف الحكومة على الآلية المتبعة لاتخاذ القرارات...وعلى ما يؤكد المقربون من الحزب فانه منزعج الى ابعد الحدود من هذا الاداء الحكومي...ولا بد من الاشارة الى ان تجاهل مكونين اساسيين في الحكومة وعدم اخذ موافقتهما على مقرراتها هو امر غير مقبول بمعزل عن الاعذار المقدمة لتبرير هذا الموضوع.

وفي حين لفتت المصادر الى ان حل مشكلة الحكومة لا يقف عند حدود الغاء بعض القرارات او تجميد مفاعيلها، فالازمة هنا هي اولا واخيرا تتعلق بحل ملف التعيينات نهائيا والا فان الازمة مرشحة للتصاعد لا سيما وأن حزب الله متضامن مع عون تضامنا كاملا ولا رجوع عن هذا الموقف قبل البت في هذا الموضوع، ويجب الاشارة الى ان الجنرال ما زال يسعى للتهدئة ويعطي الوقت لحل الازمة بالتي هي احسن..

ولكن يبقى السؤال :ماذا لو طالب الجنرال في لحظة ما باستقالة الحكومة وحظي بموافقة حليفه على المضي قدما في ذلك؟ ماذا لو طفح الكيل واصبح ثمن تطيير الحكومة اخف وطأة واقل ضررا من ثمن بقائها؟.