لفتت صحيفة "الراية" القطرية في رأيها اليوم، الى انه "من المهم أن يدرك المجتمع الدولي أن النزاع المتشعب بين الجهات بسوريا قد دخل منعطفاً جديداً مع تدخل ​روسيا​ العسكري وشنها ضربات جوية مساندة للنظام السوري الذي فقد سيطرته على ثلثي مساحة البلاد ولذلك فإن المطلوب ليس إدانة هذا التدخل وإنما الضغط على موسكو لوقف ضرباتها التي لم تفرق بين "داعش" والمعارضة رغم نفي موسكو خاصة وأن هدف هذا التدخل قد انكشف ووضح أن الغارات موجهة ضد المعارضة السورية وليست موجهة ضد الإرهاب كما تدعي موسكو وبالتالي فالمطلوب من موسكو إذا كانت جادة في محاربة الإرهاب وقف اعتداءاتها العسكرية على المعارضة السورية فوراً كما طالبت بذلك قطر وغيرها من الدول الغربية الذين يعنيها بالأساس الشعب السوري".

ورأت ان "المطلوب من روسيا إذا كانت جادة في المساهمة بحل الأزمة السورية الاعتراف أولا بوجوب تغيير النظام السوري بعدما قتل مئات الآلاف وما زال إلى اليوم وعدم الإصرار على بقائه كشريك في مواجهة الإرهاب باعتبار أن النظام هو الحاضن الأساسي للجماعات الإرهابية وأنه السبب المباشر في تفشي الإرهاب كظاهرة ليس بسوريا وإنما بالعالم".

وأشارت الى انه "من الواضح أن روسيا لا تفرق بين تنظيم "داعش" والمعارضة السورية) السنية المعتدلة التي تريد رحيل الرئيس السوري بشار الأسد لأن هدف موسكو واضح وهو بقاء الأسد حتى ولو على المزيد من القتلى والمشردين ولذلك فإن موقفها هذا سيؤدي إلى كارثة مؤكدة خاصة وأن غاراتها تستهدف المدنيين العزل ومن هنا فإن عليها أن تدرك أن مشكلة سوريا ليست في محاربة الإرهاب وإنما في بقاء الأسد ونظامه والعنف الذي يمارسه على الشعب السوري والذي يجب أن يتوقف وأن التدخل الروسي صب الزيت على النار".

وأكدت ان "قطر وغيرها من الدول الخليجية والغربية ترى في التدخل العسكري الروسي تأجيجاً واضحاً للأزمة وانحيازاً روسياً متعمداً لصالح نظام الأسد وأن الحل الوحيد للأزمة ليس التدخل العسكري وإنما انتقال سياسي بعيداً عن بشار الأسد يستند على إعلان جنيف 1".

ولفتت الى "ما كشفته المخابرات البريطانية من أن واحدة فقط من كل 20 ضربة لسلاح الجو الروسي في سوريا، تستهدف مقاتلي تنظيم "داعش" وأن 5% من الضربات الروسية استهدفت مقاتلي التنظيم المتطرف يؤكد نوايا موسكو والتي انكشفت بأن معظم الغارات قتلت مدنيين واستهدفت المعارضة المعتدلة لنظام بشار الأسد ولذلك فإن التدخل العسكري الروسي في سوريا لا يهدف إلا لمساعدة الأسد، وأنه يزيد "من تعقيد الوضع"".

واعتبرت انه ومهما ينفي بوتين من أن الضربات تستهدف "داعش" فإن هذا الكلام لم يستند إلى مصداقية حقيقية بعد الجثث التي خرجت من تحت الأنقاض وجلهم أطفال بسبب ضرباته التي تحمي الأسد ولا تأخذ بيد الشعب الذي شرد في معظم مناطق المعمورة ويعاني ويلات الغربة ومحاولة الاستقرار في أي بلد أوروبي".