كثر هم المسؤولون السياسيون في لبنان، ولكن القليل منهم من يتقنون فنّ القيادة بشكل صحيح أو يجيدون التعامل مع المواقف بشكل صائب، الا ان الأوضاع السياسية الراهنة باتت تفرض على كلّ منهم إعداد العدّة جيداً وتأهيل قواعدهم الحزبية.

منذ مدّة بدأ العديد من السياسيين والأحزاب التابعة لهم بالخضوع لدورات خاصة لرفع مستوى المهارة القيادية والتواصلية لديهم، حسبما يكشف مدير أكاديمية القيادة والادارة Leadership & Management Academy ​ريمون الخوري​ عبر "النشرة"، لافتاً الى "أننا ندرّب المسؤولين السياسيين كما الكوادر الحزبية على الأمور الإدارية وتسويق الأفكار الحزبية". ويشير الى "أننا نعيد كتابة كلّ تدريب بحسب طلب الحزب وعلى ماذا يريد المسؤولون التركيز".

يروي خوري تجربته مع عناصر الأحزاب السياسية التي درّبها، ويشدّد على أن "السرّية هي الأساس في عملنا، فالاحزاب التي نعمل معها والتي هي من مختلف الاتجاهات، تهتم جدًا بسرية المداولات الداخلية أثناء التدريب لما فيها من مسائل دقيقة تتعلق بالبيت الداخلي للحزب وهو ما يخشون افشاءه، وهذا غير وارد اطلاقا"، هذا فضلا عن بعض السياسيين الذين يخضعون لعدة انواع من التدريب والتهيئة وهم يرغبون أن تبقى المسألة سرًا. ويؤكد الخوري أن "نجاح التدريب مرتبط بتفاعل الأشخاص معه وتصميمهم على التغيير".

لا تقتصر دورات اكاديمية القيادة والادارة على التدريب في الأحزاب وتدريب السياسيين فقط بل تشمل شركات قطاع الأعمال والتربية والجمعيات الاهلية وغيرها. ويتم التركيز فيها على حاجات المؤسسات الخاصة والنواحي التي يريد أرباب العمل تحسينها في موظفيهم ومؤسساتهم. وهنا يعلن الخوري أن معظم المؤسسات اليوم تطلب تدريب موظفيها حول مسائل لها علاقة بتحمل المسؤولية ورفع الشعور بالإنتماء والتعامل مع الانفعالات العاطفية والعلاقات المهنية.

في شهر آذار من هذا العام يستضيف لبنان حدثاً فريداً من نوعه موجّهًا الى القادة ومدراء المؤسسات والمجموعات، وهو عبارة عن ورشة تدريبية تساعد المدير أو المسؤول على اكتشاف نفسه وكيفية التعامل مع محيطه المهني والاجتماعي، ورفع انتاجية فريق عمله. تجري هذه الورشة في الرابع والخامس والسادس من آذار تحت عنوان "Increase Your Leadership and Engage your Team Using Herman Brain dominance (HBDI)".

في هذا السياق يلفت خوري الى أن رئيس هرمان أوروبا سيحضر الى لبنان ليقوم بالتدريب وسيكون هو معاونه. ويشرح: "يشير مضمون هذا العمل الى أن تقنية Herman brain dominance instrument تساعد الأشخاص بعد الاجابة عن مجموعة أسئلة متخصصة على معرفة البروفايل الخاص وتربيته وهي حصلت على جائزة نوبل"، ويضيف: "يتم التدريب في البداية على هذه التقنية العالمية، ومن ثمّ يستلم المشاركون ملفات تعريف بروفايلهم الخاص التي ستصل مباشرة من اوروبا في مغلفات مقفلة يحصل عليها المعني بالموضوع فقط. وهنا يبدأ الشخص بالتعرف على نفسه ونواحي القوة في تفضيلاته الدماغية وادائه، ومن ثم نتوجه بعدها الى الشقّ المتعلق بمهارات فهمنا للعاملين معنا الذي على أساسه نعزز العمل الفريقي". ويشدد على أنه "إذا إستطاع المرء إمتلاك هذه التقنية وهو مدير فريق أو مؤسسة يفهم الناس وكيفية التعاطي معهم".

في النهاية، يستطيع المرء امتلاك فن القيادة ومهارات الادارة عندما ينطلق من معرفته لذاته ووضع الاجراءات المناسبة لنموّه الشخصي، وأيضًا من ‎معرفته بالآخر والاعتراف بقدراته ومواهبه ووضع نفسه في خدمته.