اشارت صحيفة "الخليج" الاماراتية الى ان "كوريا الشمالية نفّذت وعيدها وأطلقت صاروخاً بعيد المدى يحمل قمراً صناعياً. وقام العالم ولم يقعد بعد، في إدانته لخروج هذه الدولة عن الإجماع الدولي بشأن ترسانتها النووية، وبشأن تجاربها الصاروخية التي تهدد التوازن الإقليمي على الأقل"، لافتةً الى ان "الإدانة والأسف كما في حال الصين هو جوهر ردود الفعل، وما يترتب على ذلك فليس صعباً معرفته"، موضحةً ان "الإدانة ومن ثم العقوبات لم تردع كوريا الشمالية، وأية خطوة أخرى أبعد من ذلك ستهز الاستقرار الإقليمي الذي قد يقود إلى حرب قد تصبح عالمية".

واعتبرت الصحيفة انه "يخطئ من يظن أن قضية كوريا الشمالية منفصلة عن المحاور التي أصبحت تتبلور في العالم، وعن قضية التسلح النووي بشكل عام. العالم لم يعد قرية واحدة، كما كان يبدو منذ سنين قليلة، فهناك الكثير من المشاكل السياسية والأمنية التي تحول دون ذلك"، موضحةً انه "قد لا يكون مهماً أن يصبح العالم قرية واحدة تحكمها قوانين الأقوياء والأغنياء، لأن ذلك يعني زيادة الفجوة في الدخل، كما في الرفاهية بين هاتين المجموعتين. المهم أن تؤدي هذه المحاور إلى حروب كارثية تنهي العالم كما نراه. وهو أمر ليس ممكناً فحسب وإنما أصبح محتملاً بوجود التسابق النووي والصاروخي".

ورأت الصحيفة ان "هذا التسابق قد يقود البعض إلى وهم أن لديه القدرة على التخلص من أعدائه، أو أن البعض الآخر قد يتصوّر أنه مهدد تهديداً مصيرياً ، فيجد في استخدام السلاح النووي مخرجاً له من أزمته"، مشيرةً الى ان "هذه المشكلة ليست متوقفة عند بعض من الدول التي تملك النووي ووسائل نقله، وإنما موجودة أيضا عند من يسعى نحو هذا التملك لأنه يرى فيه ضمانة لاستمراره".

واضافت: "قد يقول البعض إن كوريا الشمالية تسعى من خلال تجاربها إلى لفت النظر إلى ضرورة التفاوض معها وإدخالها ضمن السياق العالمي. وإن صح هذا وتم تصحيح الأمر فإن ذلك لن يلغي المشكلة الجوهرية، وهي أن الأمر ليس مقصوراً على كوريا الشمالية، بل هناك الكثير من البلدان تجهد من أجل الحصول على السلاح النووي وعلى الصواريخ الناقلة لها"، معتبرةً ان "هذه هي المشكلة التي تحتاج إلى مواجهة من قبل البلدان الكبرى التي تملك السلاح النووي. فسياسة المحاور التي تتبعها هذه القوى قد ينجم عنها اصطدامات لا يمكن ضمان استمرارها محدودة لا في مكانها ولا في نوعها"، لافتةً الى انه "وحتى وصول العالم إلى تفاهمات على أسس العيش المشترك بين كل الشعوب في ظل مبادئ وقيم يلتزم بها الجميع، فإن الأولوية ينبغي أن تذهب إلى التخلّص من السلاح النووي الذي تعهدت به الدول النووية الكبرى"، موضحةً ان "هذه هي البداية لتقليل مخاطر الفناء".