لفت العلامة السيد علي فضل الله الى ان "هناك الكثيرون من دعاة الفتنة والساعين إليها، ومن الذين يعملون وفق قاعدة فرِّق تسُد، التي ينبغي أن تبقى ماثلة أمامنا، لذلك تبقى الحاجة ماسة إلى حكماء ومصلحين لا يديرون ظهرهم لمشعلي نار الفتن في القلوب وعلى الأرض، بل يسارعون إلى إطفائها وإعادة المحبة إلى القلوب والحياة".

وفي خطبة الجمعة، ذكر ان "لبنان لا يتوقَّف عداد الأزمات فيه عن الدوران.. من الأزمة المعيشية الخانقة، والجمود الاقتصادي، وارتفاع نسبة البطالة، إلى أزمة النفايات بكل تبعاتها الصحية والبيئية التي باتت تهدد صحة المواطنين وحياتهم، إلى الوضع المالي المتردّي في الخزينة العامة، والذي يعمل السياسيون على البحث عن حلول له من خلال فرض ضرائب جديدة من جيوب الفقراء، بدل معالجة الهدر والفساد الذي يعشعش في الإدارات العامة، والعمل على تنمية موارد الدولة، والتي يمكن أن تسد العجز المالي، إضافةً إلى الملفات الملحّة التي تنتظر فتح أبواب المجلس النيابي، والعمل السريع في مجلس الوزراء، وعدم التباطؤ أو الكيدية فيه، وانتخاب رئيس للجمهورية، وإيجاد حل لملف النفط".

وأفاد انه "رغم ذلك، فإننا لا ننكر أن ثمة إيجابيات تحصل هنا وهناك، ولكن يبدو واضحاً أن المسؤولين غير مستعجلين لكسر الجمود وإيجاد حلول للملفات بمستوى حرارة المطالب، ولماذا يستعجلون ما دام الشعب المطلوب حضوره ليطالب بالحد الأدنى من حقوقه، غائباً، ويكتفي بالتأفف، وإذا كان من حراك له، فهو خجول ومحدود وغير مجد".

وأشار الى ان "هؤلاء المسؤولين ليسوا خائفين من حساب الشعب، لأن الحساب لن يأتي ما دام التّمديد هو سيّد الموقف، وإذا كان هناك من انتخابات بلدية قادمة، فلا يبدو أنّها تقلقهم، فالكل آمن مطمئن، لأنه قد رتب خياراته التي تضمن أن تتكرّر الصّورة، ولو بتعديلات بسيطة لا تمس الجوهر، ويكفي هذا المسؤول أو ذاك، لكي يبرد أي اعتراض من حوله، أن يدغدغ المشاعر الطائفية والمذهبية، وحينها يسكت الجميع، ويرفعونه على الأكتاف، لكونه صمام أمان الطائفة أو المذهب".

وشدد على ان "مسؤوليتنا الدينية والوطنية تدعونا إلى أن نرفع الصوت عالياً ليؤدي من تحمّل المسؤولية مسؤوليته. إن رهاننا لبلوغ ذلك سيبقى على وعي اللبنانيين، الذين من حقهم أن يعيشوا حياة كريمة هم وأولادهم، ومن واجبهم أن يشكلوا أداة ضغط حقيقية.. وأن يتحركوا بقوة ليكونوا فاعلين، لكن بحكمة، لتفويت الفرصة على مشاريع الفتنة المتربصة بهذا البلد، وأن يشعِروا المسؤولين أنهم أمام شعب لا يتحرك عندما يراد له أن يتحرك، أو يتوقف عندما يراد له أن يتوقف.. هو شعب يراقب ويتابع ويدقق ويحاسب".

ولفت الى انه "بات واضحاً في سوريا مدى التعقيد الذي وصلت إليه الأزمة في هذا البلد، فهي خرجت عن كونها أزمة نظام ومعارضة وإصلاح، لتدخل في أتون الصراع الإقليمي والدولي الحادّ على هذا البلد أو المنطقة، أو لتسوية صراعات في مواقع أخرى".