قررت قيادتا "حزب الله" و"حركة أمل" خوض ​الانتخابات البلدية​ بتحالف متين يشمل 283 بلدية في لبنان، وجاء قرار القيادتين حاسما لناحية الالتزام الشامل في لوائحهما التي تؤلفها اللجان الانتخابية المعنية في كل قرية، ولكن التحالف لم يقو على الصمود في عدد من القرى، مثل بدنايل ويونين وقصرنبا والعين ومعروب وبريتال، ومؤخرا في ايعات البقاعية.

بدأت منذ فترة المفاوضات بين "حزب الله" و"أمل" على تشكيل بلدية من 15 عضو تضم بغالبيتها مرشحين للحزب، ولكن المشاورات وصلت الى طريق مسدود بسبب الخلاف بين الطرفين حول تشكيلة الاعضاء والحصص المخصصة لكل منهما. وهنا تشير مصادر متابعة للمعركة الانتخابية في إيعات، لـ"النشرة"، الى ان الخلاف حول التشكيلة سببه رفض "حزب الله" إعطاء الحركة الحصّة التي تطالب بها ضمن التشكيلة والمكونة من 6 اعضاء من أصل 15، إذ كان عرض الحزب للحركة هو 4 أعضاء فقط، اضافة لرفض وجود أحد "كوادر" الحركة الاساسيين ضمن التشكيلة. وتضيف المصادر: "ان هذه اللاءات جعلت حركة أمل في إيعات أمام خيارين، إما الموافقة والالتزام بما يقرره حزب الله وإما الخروج من الاتفاق، مع الاشارة الى ان اتفاق الحزب والحركة يتضمن بندا اساسيا ينص على حرية كل طرف بتسمية الاعضاء الذين يناسبونه بعد التشاور مع العائلات، ولا يحق للطرفين أن يضعا "الفيتو" على المرشحين".

وتؤكد المصادر أن قرار حركة أمل كان بالخروج من التحالف، خاصة بعد أن أعلن "حزب الله" لائحة سمى فيها 4 مرشحين لأمل واختارهم هو، والتوجه لدعم اللائحة الثانية التي شُكلت بداية لمواجهة لائحة الاحزاب، ما أدى لفرض معركة حقيقية اليوم في إيعات قد تكون نتيجتها خسارة لائحة الحزب او تعرضها للخرق.

يضم المجلس البلدي في إيعات 15 عضوا، ينتخبهم حوالي 1900 شخص يتوزعون بين الشيعة والمسيحيين، بحيث أن النسبة الكبيرة من المنتخبين هم من المسلمين الشيعة بمقابل 450 مسيحيا. ويسيطر آل عبد الساتر على رئاسة البلدية، وسيبقون، اذ ان اللائحتين المتنافستين يرأسهما مرشح من العائلة نفسها، ولكن الفرق ان اللائحة الأولى المدعومة من "حزب الله" تضم مرشحا مسيحيا واحدا واللائحة الثانية المدعومة من "حركة أمل" والعائلات تضم 4 مرشحين مسيحيين بحسب مطلعين على اللوائح. فهل تشهد إيعات تغييرا لواقع تكرس في السنوات الماضية، أم أن "حزب الله" سيؤكد تفوقه بلديا رغم "انفراط" عقد التحالف مع "حركة أمل"؟