بالامس اعلنت قيادة الجيش اللبناني عن عملية قامت بها مديرية المخابرات، احبطت من خلالها عمليتين ارهابيتين على درجة عالية من الخطورة خطط لها تنظيم «داعش» لاستهداف مرفق سياحي كبير ومنطقة مكتظة بالسكان وقد اوقف اعضاء الخلية البالغ عددهم خمسة وعلى رأسهم المخطط.

وبالعودة الى التفجيرات الانتحارية في بلدة القاع الحدودية يبدو وفق مصادر مطلعة ان التكتيك الجديد المتبع يختلف عن النمط القديم، ورغم التحليلات والمعلومات المتداولة والاشاعات عن مركز انطلاقة هؤلاء الانغماسيين والاماكن التي كانوا بصدد استهدافها، تبقى الساحة مفتوحة على عدة اسئلة هل المستهدف تهجير المسيحيين من قراهم لا سيما وان هناك مناطق اخرى يمكن ان تشكل ملاذاً آمناً لهؤلاء للانطلاق منها، ام ان هناك اخطاء ارتكبها الانتحاريون الذين لم يستطيعوا تحقيق اهدافهم كونهم لم يحصدوا عدداً كبيراً من الضحايا لا سيما وان عددهم وفق ما ورد وصل الى 8 وان ما كانوا يحملونه من متفجرات لا يعدوا كونه «زوادة» صغيرة بانتظار الوصول الى اترابهم لتجهيز انفسهم واقتناص اكبر عدد من الابرياء ولكن العناية الالهية شاءت ان يفتدي عدد من ابناء بلدة القاع التي تعتبر من القرى المسيحية الاقوى لناحية عدد سكانها وبسالة اهلها. وعلى الرغم من عدم صدور اي تبني لهذه العمليات، الا ان المؤكد لدى الاجهزة الأمنية ان ما وصلها من معلومات منذ حوالى 3 اشهر لم تكن مجرد تكهنات، وان ما تداول من معلومات حول تفجيرات تطال الكنائس المسيحية لا سيما على لسان «صانع المتفجرات» ​نعيم عباس​ غير صحيح كون الاخير يسعى في كل مرة يقف فيها امام قوس المحكمة العسكرية الى اطلاق قنابل صوتية داخل القاعة وما يسرب خارجها وترى هذه المصادر ان خطة عباس ستفشل ومهما حاول فان موضوع نقله الى رومية يبدو صعباً وكذلك الامر بالنسبة لموضوع ملف التفاوض على العسكريين الذين ما زالوا مخطوفين لدى «داعش» ان عاد الى الواجهة، لان «تكتيك» و«عقلية» عباس لم تعد مطلوبة في هذه المرحلة من قبل «النصرة» و«داعش» واصبحت كما يقال «out of date» ولم تعد المواجهة تتطلب بالنسبة لهذين التنظيمين الشكل التقليدي الذي اعتمد سابقاً وكان نعيم «بطله» اضافة الى ان الاخير يمتهن فقط التفخيخ وهم الان يسيرون في نمط جديد لذا فان المصدر يعتبر ان وضع عباس كشخص في جزيرة معزولة يحاول اشعال النار علّ الدخان يصل الى من يعنيه الامر ليقول لهم انا موجود في هذه المرحلة على الاقل ويضيف المصدر ان امكانية دخول هؤلاء الانتحاريين من خارج لبنان تبدو احتمالاتها كبيرة لا سيما ان تسللوا من الجهة الشمالية لناحية مشاريع القاع حيث هناك مثلث وادي الشعاب يستطيعون التسلل منه بسهولة لصعوبة كشف المنطقة. وينهي المصدر كلامه بأن الصورة ستظهر جلية خلال ايام لا سيما بعد عمليات الدهم الواسعة والتي ادت الى تهاوي العديد من الرؤوس التي قد تكشف عن الكثير. في مقابل عمل الاجهزة الامنية اللبنانية تستمر المحكمة العسكرية الدائمة في محاكمة المتهمين بالانتماء الى التنظيمات الارهابية لا سيما «داعش» و«النصرة» والذين ضاقت بهم السجون وهم معظمهم في اعمار لا تتجاوز العشرينات والدليل على ذلك انه لم يتبين ان منفذي العمليات الانتحارية او الذين يقتلون عناصر الجيش اللبنانيين تفوق اعمارهم الـ25 سنة.

يوم الاربعاء الفائت مثل امام رئيس المحكمة العسكرية العميد الركن الطيار خليل ابراهيم السوري محمد زكريا احمد المتهم بالانتماء الى جبهة «النصرة»والتحضير للقيام بعملية انتحارية لكن الحظ لم يحالفه ان يلتقي من وعد برؤيتهم عند تنفيذ ما امر به على «السمع والطاعة» فما كان من العميد ابراهيم «منقلق حمد الله عالسلامة» او «يهنيك السلامة منيح كمشناك» وكالمعتاد لا بد من التعرف على الانتحاري المفترض.

محمد من ادلب (جسر الشغور) ومن مواليد العام 1996 قصد لبنان عام 2012 لاكمال دراسته حيث تنقل في عدة مدارس.

وبسؤاله عن لقبه«ابو زكريا الادلبي» كانت اجابته لاضحك على الاقرباء، وهو غير ملتزم دينياً لكنه يؤيد «الجيش الحر»، رغم ان خال اباه المدعو«رجب ابو ضرغام» قتل في احداث سوريا وفي مجموعة «جبهة كسب التركمانية» التي هي جزء من «النصرة»، كما ان لديه 3 من اقربائه في الجبهة بينهم امير وشقيقه ابو مصعب الحصري قاضي شرع لدى النصرة.

واثناء الاستجواب بدت على ملامح محمد الاصفرار واضحت الكلمات عن كرار الشامي وسبب تواصله معه، حيث اكد انه ابن خالته وهو طلب منه تزويده بالمال ليتعالج من مرضه وذلك بسبب حاجته الى المال ولكن قصة محمد وكرار لم تكتمل فصولها لان زكريا بدأ يهوي الى الوراء فاقترب عناصر الشرطة منه بناء على طلب العميد ابراهيم واسندوه ثم قاموا بتمديده على الارض وعندها سأله العميد ان كان صائماً فتمتم ايجاباً فأحضر له الماء وطلب رئيس المحكمة من العناصر ان يتم معاينته وان استدعى الامر نقله الى المستشفى ولكن تبين فيما بعد انه استعاد عافيته بعد ان تم ارجاء الجلسة الى24/8/2016.

ـ رصاصة يتيمة ـ

كاد الدركي احمد غازي كسحة ان يصبح متهماً بالانتماء الى مجموعة ارهابية مسلحة لا سيما وان هناك شخصين آخرين يحملان الاسم نفسه الا ان اسم والدته سعاد ومن مواليد 1989 ومن سكان الزاهرية شارع الكنائس.

لقد عانى احمد (والدته سعاد) الامرين فقد صدر بحقه حكم غيابي فما كان من رئاسة المحكمة الا ان استدعت الاثنين حيث تبين ان الثاني والدته سميرة ومن مواليد 1985 ومحكوم سابقا.

احضر احمد سعاد واحمد سميرة لسماع افادتهما في قضية المدعى عليه وائل عوض (وكيله المحامي محمد مصقلة) المتهم باطلاق النار في 25/1/2013 باتجاه مركز عسكري في محاولة لقتل عناصره مما ادى الى اصابة الجندي عباس عقيل وتعطيله مدة شهرين.

عوض نفى انتماءه الى اية مجموعة وهو لديه شقيق يريد الالتحاق بالجيش بصفة ضابط وآخر جندي في الجيش.

وقد نفى العوض معرفته بعمر ديب ومصطفى النحيلي، محمد الحلاق وجلال الحجة وهو دائما يخرج صباحا من بيته ليقصد عمله ويعود الى منزله وعندما سأله العميد كيف لهؤلاء الذين تمر ذكرهم يعرفونه اجاب «اطلب من حضرتك ان تتم مواجهتي بهم وبالجندي» مؤكداً ان هناك اشخاصا بامكانهم الادلاء بشهادتهم التي تؤكد انه كان في العمل وليس في ساحة النور اما عن سبب عدم مجيئه للمحاكمة، فبسبب خوفه وخوف والدته وهو ضد الارهاب و«داعش» وضد من يقترب من الدولة وقد طلب البراءة متوجهاً الى العميد بالقول ان عدالتك معروفة. وقد ترافع وكيله المحامي مصقلة الذي اكد ان الملف بني على وثيقة اتصال غير دقيقة وغير صحيحة وهي باطلة من عدة وجوه ولا بد من التذكير ان مجلس الوزراء طلب الغاء كل وثائق الاتصال التي هي كتاب معلومات لا يمكن الاعتداء بها كون مصدرها مجهول، وهي تقوم على افادة مخبر يتقاضى المال وليس فيها سوى وشاية ويجب ان يتوفر فيها عناصر النية الجرمية.

ومما قاله المحامي في المرافعة ان الرصاصة التي اصابت الجندي في رجله وهي رصاصة يتيمة وعلى افتراض ان موكلي قام بها فهي لا تعدو كونها مجرد ايذاء.

وختم مرافعته بالقول خير لك ان تبرئ ظالم من ان تدين مظلوم وتوجه الى العميد بالقول «بشخصكم حميتم هذا الوطن وحكمتكم وحزمكم لتعزز الثقة في هذه المحكمة لذا انا اطلب البراءة لموكلي لعدم وجود اي دليل واعلان براءته لانتفاء الدليل وقد حكم على عوض بـ3 اشهر حبس.