شدّد وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية ​نبيل دو فريج​ على ان جلسة مجلس الوزراء التي تنعقد اليوم الخميس "ميثاقية مليون بالمئة بحسب الدستور اللبناني بعكس ما يروّج له التيار الوطني الحر"، لافتا الى ان الدستور واضح تماما لجهة ان هناك مقاعد محددة للمسيحيين في الحكومة وليس لأحزاب طائفية. وقال: "سيحضر الجلسة اليوم ما بين 8 أو 9 وزراء مسيحيين. أما كلامهم عن أننا لا نمثل المسيحيين فهو كلام شعبوي ومتطرف يُدخلنا في لعبة خطيرة جدًا قد نعرف أين تبدأ لكن لا شك لن نعرف كيف تنتهي في ظل الأجواء المشحونة طائفيًا ومذهبيًا في لبنان والدول المحيطة".

واشار دو فريج في حديث لـ"النشرة" الى انّه وفي الانتخابات البلدية "تبين تمامًا ان التيار والقوات لا يمثلون في المناطق حيث تحالفا أكثر من 50% من المسيحيين، وبالتالي حان الوقت ليقتنع الوزير ​جبران باسيل​ ان لا حزب او تيار واحد يختزل تمثيل اي مكون من المكونات اللبنانية".

التيار ضائع

وانتقد دو فريج تهديد مصير الحكومة وهي المؤسسة الوحيدة الفاعلة في البلد، ولو بالحد الأدنى، من اجل قضية تعيين قائد جديد للجيش، لافتا الى ان "فكرة تصويت السياسيين للعسكريين اصلا غير صحيحة وتندرج باطار تدخل السياسة بالعسكرة ما يعني تلقائيا سعي العسكريين والضباط لارضاء السياسيين كي يصوتوا لترقيتهم".

ورأى دو فريج ان "التيار الوطني الحر في حالة من الضياع وصلت الى حد أنّه بات يناقض نفسه، فمن جهة يقول أنّه يدافع عن صلاحيات رئيس الجمهورية ومن الجهة الأخرى يرفض انتخاب رئيس تحت شعار "أنا او لا أحد"، أضف الى ذلك انّه يريد ان ينزع عنه صلاحية اقتراح اسم قائد الجيش على مجلس الوزراء متجاوزا بذلك الأعراف المتبعة".

كلام باسيل جنوني

ونبّه دو فريج الى ان الكلام الذي ادلى به وزير الخارجية جبران باسيل خلال الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء حين قال "فلنترك للشيعة ان يختاروا خلفا للامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد خير وللدروز ان يختاروا رئيس الاركان على ان يتركوا للمسيحيين اختيار قائد الجيش"، هو "كلام خطير جدا"، متسائلاً: "كيف يصادر حقي كمسيحي باعطاء رأيي بمن يخلف خير او غيره ويصادر حق المسلمين، بحسب الدستور، باعطاء رأيهم باسم قائد الجيش؟"

واستبعد دو فريج أن ينجح "التيار الوطني الحر" بشل الحكومة، لافتا الى انّه اصلا في ضياع غير مسبوق وفي مرحلة ينقلب فيها على كل المبادئ التي نادى بها. وقال: "لطالما قالوا انهم يدافعون عن الديمقراطية والحرية، وحين حان وقت التطبيق وجدناهم يقومون بالعكس، فاذا بهم يضغطون على النائب آلان عون لينسحب وتخلو الساحة لباسيل رئيسا للحزب، ومن بعدها بدأت عمليات فصل المعترضين وصولا لاعلان رئيس الحزب صراحة انّه ممنوع ان يكون هناك معارضة داخل التيار". ووصف دو فريج هذا الكلام بـ"الجنوني".

الحزب أذكى

وأعرب دو فريج عن أسفه لكون الأحزاب والقيادات لم تتعلم من تجارب الماضي المرة، لافتا الى ان "بعض الظروف والعوامل التي سبقت اندلاع الحرب اللبنانية في العام 1975 متوافرة حاليا ويغذيها الخطاب الطائفي والمذهبي والكلام العنصري".

واستغرب دو فريج تعاطي بعض الفرقاء مع المرحلة وكأن الانتخابات النيابية حاصلة غدا صباحا. وقال: "يطلقون كلاما شعبويا بغير مكانه... وحسناً فعل رئيس الحكومة ​تمام سلام​ بعدم تأجيل جلسة مجلس الوزراء".

واعتبر دو فريج ان حزب الله غير مرتاح لتصرفات باسيل ولكلامه الطائفي الخطير، لافتا الى ان تهديده بالدخول يوم الجمعة بأزمة نظام يعني التلويح بتعديل اتفاق الطائف والدستور والذهاب باتجاه مؤتمر تأسيسي "نعي ان حزب الله يريده ولكن ليس في هذه المرحلة الحساسة". واضاف: "حزب الله اذكى وبكثير من التيار الوطني الحر ويعلم ان تغييرات كهذه لا يمكن ان تتم في وضع كالذي نمر فيه حيث مليون ونصف سوري يعيشون في لبنان معظمهم من مذهب معين مغاير لمذهب حزب الله كما القسم الاكبر منهم يحمل الحزب مسؤولية تهجيره من سوريا".