ليست قضية المرضى الذين يقفون ساعات على أبواب المستشفيات أو الذين لا يتمكنون من دخولها حتى لو كانوا في أحوج الحالات بالجديدة أو الطارئة، هي مسألة تعوّد عليها اللبنانيون وباتوا يتعايشون معها، ولكن الجديد في القضية اليوم هو مسألة النزوح السوري التي زادت على كاهل اللبنانيين عبئاً اضافيا طالتهم حتى في المستشفيات التي باتت تستقبل السوري بشكل أسرع وأسهل من اللبناني، وليس في الأمر عنصرية فليس المطلوب ترك السوري بلا علاج انما مداواة اللبناني!

طوني بو روفايل مواطن لبناني عانى أحد أقاربه من مشكلة في القلب ما استدعى إجراء جراحة لوضع بطّارية. يروي طوني معاناته مع ​مستشفى بيروت الحكومي​، فيقول: "حصلت على موافقة ​وزارة الصحة​ على العملية واتصلت بالمستشفى وجاءت الموافقة لإدخال قريبي إليها، ليأتيني الجواب بعدها بأنها لا يمكنها أن تستقبل المريض". هنا يشير طوني الى أنه "إزاء الجواب الذي حصل عليه حمل قريبه وتوجه به الى مستشفى أخرى لإجراء الجراحة وهذا ما حصل فعلاً". في ساعات الانتظار في المستشفى لم يكن أمام طوني سوى مشهد واحد هو مشهد إستقبال الأعداد الكبيرة من السوريين الى المستشفى، لم يشعر حينها إلا بالأسف على الحالة التي وصلنا إليها.

"وزارة الصحة لا تغطي أي نازح سوري يدخل الى المستشفيات اللبنانية، ومن يُعنى بهم هي المنظمات والجمعيات الدولية فقط لا غير". هذا ما تؤكده مصادر في وزارة الصحة، لافتةً في نفس الوقت الى أنه "من المستغرب أن يتم عدم ادخال المريض الى مستشفى بيروت الحكومي في ظل وجود موافقة من وزارة الصحة، ولكن في بعض الحالات قد لا يكون لدى أي مستشفى المعدّات التي يحتاجها المريض وبالتالي لا تأخذ معالجة حالته على عاتقها فيتوجّه الى مستشفى أخرى ويجري الجراحة هناك وهذا أمر بسيط جداً". أما مصادر في مستشفى بيروت الحكومي فتؤكد أنها "لا ترفض أي شخص يدخل اليها والخدمة إذا كانت متوفرة لديها ستقدمها"، نافيةً كل "الكلام أن معاملات دخول المرضى السوريين الى المستشفى هي أسهل بكثير من تلك الخاصة بالمرضى اللبنانيين". هنا تشرح مصادر أخرى عبر "النشرة" أن "السوريين يدخلون ​المستشفيات في لبنان​ على نفقة UNHCR"، ومشيرةً الى أن "هذه المنظمة لم تعد تغطي كل الحالات، وتكتفي بالسوريين اصحاب الحالات الضرورية".

رغم كل الكلام تبقى مشكلة النزوح السوري عبئاً يثقل كاهل اللبنانيين، فطبعاً هؤلاء لهم الحق بالعيش والطبابة، خصوصاً وأن بلادهم تمرّ بأزمة، ولكن المشكلة الأكبر هي في الاجراءات التي تقوم بها الدولة اللبنانية للحد من هذا النزوح أو حتى التخفيف منه، وهنا لا يبقى على المواطن اللبناني سوى الصبر وانتظار الفرج!