بعد الانتهاء من المرحلة الاولى من اتفاق الرئيس ميشال عون ورئيس تيار المستقبل ​سعد الحريري​ بوصول الجنرال الى سدة الرئاسة، بدأت الاستعدادات للخطوة التالية بشكل سريع، حيث طلب الرئيس الجديد فور تسلمه الرئاسة الاولى من الحكومة تصريف الاعمال، ودعا الى استشارات نيابية ملزمة يومي الاربعاء والخميس لتسمية رئيس الحكومة العتيد.

مرحلة تسمية الحريري لرئاسة الحكومة تبدو حسابيا سهلة، بحيث تشير الارقام الى فوز سهل بالاستشارات، ولكن الانظار تتجه الى الرقم الذي سيحصل عليه والاجماع حوله من قبل الكتل النيابية. من هنا، فلن يكون هناك معوقات أمام الحريري سوى "الجهاد الاكبر" الذي دعا اليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري في فترة تشكيل الحكومة، اذ يتكتل خلف بري كل من حزب الله وتيار المردة وحزب البعث.

عمليا، وبعد مروحة اتصالات قامت بها "النشرة"، تبيّن لها أنّ تسمية الحريري لرئاسة الحكومة باتت محسومة. وفي ما يلي الكتل التي حسمت امرها بالتصويت لرئيس تيار المستقبل: 34 من كتلة نواب تيار "المستقبل" التي ستكون اول الكتل، و18 صوتا من كتلة "التيار الوطني الحر" ثاني الكتل المشاركة بالاستشارات الملزمة، و8 اصوات من كتلة نواب "القوات اللبنانية"، صوتان من كتلة "التضامن" التي يرأسها رئيس الحكومة الاسبق نجيب ميقاتي، 8 اصوات من كتلة "جبهة النضال الوطني واللقاء الديمقراطي"، صوتان من كتلة الارمن، والنواب المستقلون: بطرس حرب، روبير غانم، مروان حمادة، أنطوان سعد، فؤاد السعد، أحمد فتـفت.

واللافت في الموضوع عدم ادراج اسم فتفت في برنامج ​الاستشارات النيابية​ ضمن كتلة نواب "المستقبل" بل تم ادراجه ضمن لائحة النواب المستقلين، بالمقابل تم اعادة ادراج اسم خالد الضاهر ضمن الكتلة خلال الاستشارات.

الى ذلك، تتجه عدد من الكتل الى تبني ترشيح الحريري لرئاسة الحكومة بعد اجتماعاتها، لا سيما الحزب القومي السوري الاجتماعي (صوتان) الذي يتجه لتسمية الحريري بعدما اكدت مصادره انه وافق على التسوية شاملة اي "عون-الحريري"، وكذلك ستعطي كتلة نواب حزب "الكتائب" أصواتها الخمسة للحريري، الذي سيحصل ايضاً على صوت نائب "الجماعة الإسلامية" عماد الحوت. وتبقى الانظار على النواب المستقلين نقولا فتوش، محمد الصفدي لحسم خيارهما، بينما فضّل النائب دوري شمعون ترك الامور "سرية" الى الغد، ويبقى النائب اميل رحمة الذي لم يعرف اذا كان سيحسم خياره الى جانب التيار الوطني الحر او الى جانب المردة وحزب الله. ومن النواب الذين لم يعلنوا رسميا خياراتهم كتلة النائب ميشال المر وتضم نائبين.

على الضفة المقابلة، يقف قائد "الجهاد الاكبر" نبيه بري الذي اعلن مسبقا انه لن يسمي الحريري وانه سيقف في صف المعارضة بإنتظار اتصالات اللحظات الاخيرة لحسم الخيارات، وتضم كتلة "التنمية والتحرير" 13 نائبا، ويقف خلف موقف بري كل من كتلة "الوفاء للمقاومة" (11 نائبا)، وكتلة نواب "لبنان الحرّ الموّحد" برئاسة النائب سليمان فرنجية (3 نواب)، إضافة إلى نائبين من حزب البعث، وكتلة "وحدة الجبل" برئاسة النائب طلال ارسلان وتضمّ 3 نواب.

وعليه بإنتظار الساعات الاخيرة ما قبل الاستشارات النيابية، تتجه الانظار الى عين التينة التي تترأس المحور المعارض بعدما سلم لها الحلفاء قيادة دفة المفاوضات الحكومية، ليبقى شكل الحكومة بإنتظار كلمة "السر" من بري لحسم الامور ومعرفة اتجاه حكومة العهد الاول ومعارضتها.