عقدت وزارة الخارجية والمغتربين والاتحاد الأوروبي اجتماعاً رفيع المستوى في مجال مكافحة الإرهاب.

وترأس الأمين العام بالوكالة و مدير الشؤون السياسية والقنصلية في وزارة الخارجية والمغتربين السفير ​شربل وهبي​ الاجتماع إلى جانب منسق بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان السفيرة ​كريستينا لاسن​. وحضر الاتحاد الأوروبي لشؤون مكافحة الإرهاب جيل دي كركوف، بحضور رئيسة الاجتماع خبراء في مكافحة الإرهاب من الاتحاد الأوروبي، والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والوكالة الأوروبية للتدريب على إنفاذ القانون "سيبول"، بالإضافة إلى ممثلين عن مجلس النواب اللبناني والوزارات والأجهزة الأمنية المعنية والمجتمع المدني.

وهدف الاجتماع إلى دعم لبنان في اعتماد استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب ستؤدي إلى تعزيز الأمن فيه وفي أوروبا. وإثر إطلاق الحوار بين لبنان والاتحاد الأوروبي في مجال مكافحة الإرهاب في كانون الثاني 2016، اتفق الطرفان على توحيد الجهود في مكافحة الإرهاب.

وأبرزت النقاشات عنصرين أساسيين على وجه الخصوص هما أولاً الحاجة إلى وضع استراتيجية تعكس اهتمامات جميع الجهات الفاعلة المعنية بمنع التطرف العنيف، وثانياً أكد الجانب الأوروبي على الحاجة إلى إنشاء هيئة تنسيق لبنانية واحدة للإشراف على تنفيذ الاستراتيجية.

وسيبذل لبنان جهوداً للإسراع في وضع الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب من خلال إنشاء مجموعة عمل مشتركة تضم جميع الأجهزة الحكومية المعنية والمجتمع المدني لإعداد الاستراتيجية.

ويعيد الاتحاد الأوروبي التأكيد على التزامه القوي لتقديم الدعم للسلطات اللبنانية، بما في ذلك من خلال جميع وكالات الاتحاد الأوروبي المعنية والآليات التي يعتمدها ومنها شبكة التوعية على التطرف، لتمكين لبنان من الاستفادة من كل خبرات الاتحاد الأوروبي في وضع الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب".

وأكد وهبي "اننا تطلعنا إلى التعاون الدائم مع الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء ينبع من قناعتنا بأن الخطر المشترك واحد والمصلحة المشتركة واحدة. فنحن نواجه اليوم مجموعة واسعة من التحديات الناشئة التي تزيد من سرعة تفاقمها حركة الهجرة والنزوح عبر الحدود الدولية، من بين تحديات عالمية جديدة أخرى آخذة في الاضطراد".

ومن جهتها أوضحت لاسن أنه "من خلال هذا الاجتماع، نحن نعزز التعاون القوي بين الاتحاد الأوروبي ولبنان لمواجهة التحدي المشترك المتثمل بالإرهاب. ونحن نفعل ذلك لأننا نرى في لبنان شريكاً أساسياً في الحرب ضد الإرهاب".

من جانبه، حيا دي كركوف "الجهود التي بذلتها الأجهزة الأمنية اللبنانية أخيراً في ردع هجمات المجموعات الإرهابية، ولاسيما تنظيم "داعش"، لافتاً الى أنه "استناداً إلى تجربتي، أعتقد أن أي استراتيجية يجب أن تتلقى الدعم من كل الجهات المعنية، ليس من الأجهزة الأمنية فحسب بل أيضاً من منظمات المجتمع المدني، والجهات التي تعتبر أفضل من يحدد مخاطر التطرف في المجتمعات".