في الاول من أيار، ككل سنة يحتفل العمال في كل العالم بهذا اليوم، الا ان ​عيد العمال​ في لبنان فقد رهجته بعدما بات سنة بعد أخرى مناسبة لتكرار مطالب عمالية غير مسموعة، فالمطالب الاجتماعية لا تزال على حالها، ومعاناة العمال مستمرة.

"اللحّام" اندريه يلفت الى ان "عيد العمال هدفه اعطاء قيمة للعامل وهذا ما نفتقده في بلدنا هذا"، ويوافقه الرأي الميكانيكي أبو ماهر الذي أشار الى ان "ليس هناك عيداً للعمال في لبنان، لأن عاملاً واحداً لا يأخذ حقه، وكل مسؤول يهمّه حسابه المصرفي ولا يأبه لوضع المواطن"، أما سائق التاكسي رائد فيجتمع مع ابو ماهر بقوله ان "عاملاً واحداً غير حائز على حقوقه في بلدنا المشلول"، سائلاً "أين هو العيد ومطالب العمال تضيع في الهواء"؟، فيما يضع بائع الجرائد وصاحب المكتبة إيلي، "كامل المسؤولية على عاتق الدولة، فهي لا تفعل شيئا لتحسين ظروف العامل".

وفي ظل الوضع الاقتصادي المأزوم الذي يعيشه العامل إن كان أجيراً او صاحب مؤسسة او عاملاً مستقلاً، وتمسكه بيوم عمل "من غيمة"، هل بوسعه ان يحتفل بهذا العيد بتعطيل عمله ليوم واحد؟

يقول اللحام اندريه أنني "بالطبع لا استطيع ان آخذ فرصة من عملي في يوم العيد انما اعمل فيه بشكل مضاعف، لان وضع البلد لا يسمح لنا ان نخسر مدخول هذا اليوم". الميكانيكي أبو ماهر يجيب بابتسامة تعبّر عن "سخرية القدر" اننا "نريد ان نأكل ونشرب فنحتاج "من غيمة" الى هذا المدخول الذي نجنيه من يوم العمل الاضافي".

أما سائق التاكسي رائد يعبر بحرقة عن عدم استطاعته التعطيل يوم واحد، لأن من مثلي من الذين يعملون كل يوم بيومه ويحصّلون مدخولهم المالي بكل ساعة عمل يعملونها، ما السبيل لطعامهم وشرابهم بهذا اليوم الذي لا يدخل فيه الى جيوبنا قرشاً واحداً جراء التعطيل"؟.

عيد عمال جديد أطلّ علينا، وصاحب هذا العيد لم ينجح بعد في تحقيق أبسط حقوقه، من سلسلة رتب ورواتب، استمرار الضمان بعد التقاعد، وضمان شيخوخة وغيرها، فرغم كل ما رأيناه وسمعناه من العمال على الأرض، من تعرضهم لشتى انواع القهر والتعذيب، وبالتالي فقدانهم لنكهة العيد، تبقى هذه المناسبة هي الرمز لكفاحهم وصمودهم، وكل عام وجميع العمال أصلب وأقوى...