رأى الأمين العام للمدارس الكاثوليكية، الأب ​بطرس عازار​، أنّ "يوم المدرسة الكاثوليكية في لبنان، يتزامن سنويّاً مع عيد صعود ربنا إلى السماء. وهذا التزامن ليس خدمة بل قرار واع وهادف نشخص فيه مع أسرتنا التربوية، إلى السماء إلى حيث ذهب الحبيب الّذي دعانا لنكون شهوده حتى إلى أقاصي الأرض. إنّها حال المدرسة الكاثوليكية الّتي تتطلّع دوماً إلى العلاء، فترتقي، وبارتقائها يرفع العاملون فيها رؤوسهم، فرحاً وحبّاً وفخراً برسالتهم النبيلة، ليصعدوا العالم معهم إلى حيث الحقّ والخير والجمال".

ولفت في حديث صحافي، إلى أنّ "بهذا الإرتقاء، أغنت المدارس الكاثوليكية لبنان، وبحكم كونها مؤسِّسة للتعليم فيه، جعلت تلامذتها، وكما ورد في ديباجة شرعة التربية والتعليم، يصقلون شخصيّتهم عن طريق تكوين الإرادة والحرية والمسؤوليّة، ويكتشفون مواهبهم وطاقاتهم ويعملون على إنمائها في إطار من الخلق والإبداع لرسم المستقبل وصنع التاريخ"، منوّهاً إلى أنّه "صحيح أنّنا نواجه اليوم تحديات كثيرة، ولكنّنا نسير في خطى ثابتة لكي نحفظ للإنسان كرامته، ونحمي حقّه بالتربية والتعليم، وندرّبه على حسن التواصل ومصداقيّة الحوار لبناء الوطن الّذي يليق بالإنسان".

واعتبر أنّ "تسليط الضوء على هذا الدور الرائد هو دعوة جديدة لتواصل المدرسة الكاثوليكية قيامها بالمسؤوليّة التاريخيّة الملقاة على عاتقها لتعدّ للعالم رجالاً ونساء يكونون قادة منوّرين بالعلم والإيمان ليعيدوا إلى العالم الحسن الّذي كان عليه في البدايات"، لافتاً إلى أنّه "إنطلاقا من كلّ ما تقدّم، تفتح المدرسة الكاثوليكية اليوم، لا أبوابها وحسب، بل قلبها وفسحات خبراتها وتراثها، كي تتعاون مع جميع المهتمين بقضايا التربية، إدارات رسميّة أم خاصّة، للإفادة من كلّ التطورات التربويّة والتعليميّة والتكنولوجيّة ومن العلوم الإنسانيّة لتقديم المرتكزات الأساسيّة لكلّ تجديد تربوي يحفظ ريادة لبنان ويحترم خصوصيّاته، ويعزّز وحدة أفراد الأسرة التربويّة والتعليميّة ويضمن حقوقهم. فالتربية عمل مشترك لبناء الغد وخدمة التلامذة، وتحييدهم عن كلّ الصراعات السياسيّة والتعصبيّة لكي يواكبوا تنشئتهم العلميّة بالتزامهم الأدبي والأخلاقي، وبخاصّة الإيماني، وليكونوا رسلاً للمؤسّسات الّتي تحتضنهم وشهوداً أوفياء لتضحيات أهلهم ومعلّميهم ومعلماتهم".

وشدّد على أنّ "يوم المدرسة الكاثوليكية هو أوّلاً، وقفة وفاء لجميع الّذين عملوا في رحابها وميادينها، وهو ثانياً وقفة تجدّد فيه أسرتنا التربوية كالنسر شبابها، لمزيد من العطاء والخدمة، بهدف تأمين جودة التعليم، والتربية على القيم الّتي تحترم معنى الحياة وتحافظ عليها. وهو ثالثاً، تأكيد على مواصلة المسيرة لبناء الانسان، أي انسان، لنبعده عن منطق العنف والإنكفاء على الذات ولنجعل من الحوار والإصغاء أداة للإنفتاح وقبول الآخر وعيش المحبة، مستنيرين بالإيمان وواثقين بروح الرجاء".