اشار رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم بيتر الأشقر الى أن "الهجرة على الرغم من كل مآسيها الملحمية لبلادنا المعذبة من نير الاحتلالات البربرية، انتجت لاحقا اغترابا غنيا بكل المعايير الإنسانية والمجتمعية، فكان هذا الاغتراب الرافعة الفكرية والثقافية واللغوية للبنان وكل العالم العربي، وكان أيضا وما زال الرافعة الإقتصادية والمالية للبنان". وقال: "إن هذا الإنتشار العملاق أدخل عليه، نتيجة العوامل المتعددة التي فعلت ما فعلته في الوطن الأم، لوثة الإنقسامات هذه التي نعيشها اليوم، فكانت الجامعة الثقافية إحدى ضحايا هذا الواقع المتردي من دون الدخول في التفاصيل لأن الأسباب التي اوصلت الجامعة الى هذه الحال لم تعد موجودة اليوم حيث روحية التوافق تعم البلاد، مقيمين ومغتربين ، خصوصا بعد وصول الرئيس العماد ميشال عون إلى سدة رئاسة الجمهورية".

وفت في مؤتمر صحافي في نقابة الصحافة، الى "إن المغتربين اللبنانيين، أصبحوا اليوم بعد أن لمس لبنان المقيم أهميتهم، محط أنظار واهتمام كل مؤسسات لبنان، على رأسهم مؤسسة المؤسسات الدولة اللبنانية. من هنا كان موضوع لم الشمل وإعادة اللحمة إلى هذه المؤسسة العريقة والفريدة بإنتشارها الواسع وتجذرها وإندماجها اعني الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، من إهتمام وإصرار اهلنا في الانتشار وعلى ارض الوطن الام افرادا ومؤسسات ومعنيين". وقال: "حضرت كل المفاوضات منذ طاولة الحوار في وزارة الخارجية والمغتربين وراقبت بدقة وبموضوعية أسباب فشلها، فلم أجد سببا واحدا جديرا بأن يفشل هكذا إنجاز كبير وتاريخي إن لم يكن الأكبر في تاريخ لبنان الإغترابي. كلها كانت أسبابا سطحية وشكلية. بقينا على هذه الحال سنوات حتى حلول العام 2014، في تلك السنة أعيد فتح الحوار بقرار من رئيس الجامعة أحمد ناصر من جهتنا وأليخندرو خوري فارس رئيس جامعة الإنتشار آنذاك، الذي قام بزيارة مكاتبنا في الوزارة يرافقه الأمين العام العالمي السيد طوني قديسي، فكان لزيارته وقع إيجابي للغاية وكلنا احببناه، ووافقنا خلال فترة الحوار اللاحقة بانتخابه رئيسا لأول جامعة موحدة. في تلك الفترة كنت الأمين العام المركزي فكلفني الرئيس أحمد ناصر مشكورا بإدارة عملية الحوار بعد موافقة الهيئة الإدارية على ذلك".

وتابع: "فشلت المفاوضات أيضا في تلك الفترة بعدما كنا قد وصلنا إلى خواتيمها. والأسباب كالعادة شكلية وأنانية من جهات متعددة. في عام 2015 انتخبت رئيسا للجامعة الثقافية فقررت معاودة الحوار بعد أن أصبح رئيس جامعة الإنتشار السيد الياس كساب. حظيت تلك الخطوة بدعم كبير من جميع اللبنانيين والمراجع دون استثناء، ما جعلنا امام مسؤولية كبيرة جدا تجاه مواطنينا مقيمين ومغتربين وتجاه لبنان المتألم من التشرذم والانقسامات الطائفية، فشعرنا كلنا وادركنا ان هذا الانتشار اللبناني عليه أن يكون قدوة يحتذى بها لمجتمع مدني عصري يحاكي تطور المجتمات الراقية في العالم المتحضر". وقال: "بدأت العملية التوحيدية بمتابعة شبه يومية، وبتشجيع ومواكبة وزارة الخارجية والمغتربين والمدير العام للمغتربين، إتصالات مع الرئيس الياس كساب والرئيس السابق إيلي حاكمه وكل من له دور فاعل من كل الافرقاء، وكذلك برؤساء فروع ومجالس وطنية وغيرهم. فلمسنا واقعا مذهلا ومفرحا للغاية: الكل يريد الوحدة وبسرعة. كانت كل أحاديثي معهم تركز على أننا لو اختلفنا على المبادىء وهذا حق طبيعي لكل إنسان فنحن لسنا أعداء بل شعب واحد ينتمي إلى أرض واحدة وتاريخ واحد. إن ما يكرس هذا الإنتماء هو مدنية الإرتباط بيننا لتكون الجامعة مثالا للمجتمع المدني الراقي المتعالي عن الصراعات الطائفية والمذهبية والعنصرية فلاقى هذا الاتجاه المعبر عن فكرنا وتاريخنا تجاوبا كبيرا من جميع الاوساط الاغترابية".

وختم: "نأمل أن تستمر الروحية الايجابية التي أوصلتنا الى هذه النتيجة المتقدمة والتي أفضت الى لم الشمل الاغترابي، متمنين عدم وضع العراقيل او العقبات امام هذا الانجاز الوطني الكبير".