قاربت مهلة العشرة ايام التي أعطتها ثلاث دول خليجية ومعها مصر لدولة قطر لتنفيذ13 مطلبا، تشمل إغلاق قناة الجزيرة وخفض مستوى العلاقات مع ​ايران​ دون وجود بوادر بامكانية حل هذه المعضلة العربية-الخليجية على الانتهاء.

ورأت مصادر دبلوماسية عربية ان لا يوجد في صياغة هذه المطالَب ما يوحي بأن الدول الأربعة ترغب في تغيير النظام في الدوحة، لكن قطر تنظر اليها على انها وسيلة ضغط لخلع الامير تميم بن حمد آل ثاني وقبله والده حمد المعروف باسم "الأمير الوالد"، الذي ما زال ينظر اليه وخصوصًا من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة انه القوة الدافعة وراء العرش منذ تنازله عام 2013.

وقالت هذه المصادر انه اصبح معلوما ان الغضب السعودي على قطر نابع من استقلال هذه الدولة ماليا وسياسيا عن الرياض، والذي كان قائما منذ فترة طويلة بسبب احتياطاتها الضخمة من الغاز.

وترى المصادر ان ما بين المنامة والدوحة خلافات مزمنة حيث تتهم ​البحرين​ دولة قطر بأنها تشجع المعارضة الشيعية لقلب نظام الحكم فيها، وتمنح عددا من المعارضين جنسيتها، وتمدهم بالمال والدعم السياسي.

اما اعتراض مصر فهو تأييد قطر للإخوان المسلمين ضد نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي حيث يتهمها هذا الاخير بانها تشجع الاعمال الارهابية التي تحصل في مصر.

كما استاءت دولة الإمارات العربية المتحدة أيضا من دعم قطر للجماعات الاسلامية التي تعمل على زعزعة الاستقرار في بلادها.

ولاحظت المصادر ان الوساطة الكويتية التي تمّ التعويل عليها لايجاد حل للخلافات بين هذه الدول تعثّرت، بل ان أمير الكويت غادر الى الهند في هذه الظروف لانه لمس عدم استعداد اي من الأطراف لتقديم تنازلات تؤدي الى نهاية سعيدة لهذه المِحنة.

وتخوفت المصادر الدبلوماسية ما اذا كانت الرياض وابو ظبي سيفقدان الرأي العام الدولي بسبب طبيعة مطالب خاصة في ما يتعلق باقفال قناة الجزيرة المتهمة بإثارة الشغب، وتطرح بعض الدول بانهاء الدعم السعودي للمدارس الدينية في جميع أنحاء العالم.

وتعتقد هذه المصادر بأنه من الصعب جدا على قطر ان تستجيب لكل هذه المطالَب، لا سيّما وانه لديها كميات من المال تؤهلها لمواجهة هذا الحصار مع وجود شرايين تسمح لها بالصمود مثل الخط مع طهران اضافة الى تركيا، والدعم الذي تلقته من هاتين الدولتين خاصة السياسي والاقتصادي.

ولفتت المصادر الى خطورة دفع القطريين الارتماء في احضان طهران التي تمكنت من استمالة عدد من دول المنطقة سواء في العراق او سوريا او اليمن او لبنان، مشيرة الى ان الخلافات بين الادارة الاميركيّة الجديدة مع طهران لن تؤدي الى صراع مفتوح مع واشنطن لصالح الدول الأربعة.

وهناك احتمال حسب المصادر نفسها بأن تجد ​الولايات المتحدة​ الاميركيّة نفسها تحت ضغط متجدد من قبل السعودية والإمارات للتخلي عن استخدامها لقاعدة العديد الجوية في قطر التي لعبت دورا رئيسيا في الحرب ضد تنظيم داعش الارهابي في العراق وسوريا، وقد تحتاج واشنطن الى اجراء بعض المحادثات القاسية وبسرعة مع جميع حلفائها الخليجيين لكي تضمن لنفسها دورا في الدبلوماسية للتخفيف من حدة الازمة وتضع حدا لتصعيدها.

وخلصت المصادر الى القول، ان الايام المتبقية من المهلة التي وضعتها الدول الأربع لقطر، ستوضح ما اذا كانت واشنطن بدأت بلعب دور فعال مع اعلان وزير خارجيتها ريكس تيلرسون بأن الدوحة بدأت فعلا تدرس المطالب الخليجية والعربية، تمهيدا لايجاد حلّ يجنب حلفائها خلافات تمكن ايران من التمدد في دول المنطقة، وهذا يعود الى المرونة التي يجب ان يظهرها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ودولة الإمارات العربية المتحدة.