تتزامن عمليات ​الجيش السوري​ الجوية في ​جرود عرسال​ والقلمون مع المفاوضات التي يقوم بها ​حزب الله​ مع ​هيئة تحرير الشام​ وفتح الشام، اذ لا يخفى على الحزب أن الارهابيين يحاولون شراء الوقت في التفاوض لاعادة التموضع وانشاء مواقع جديدة حسبما تكشف مصادر مطلعة لـ"النشرة".

توضح المصادر أن حزب الله قد انهى تحضيراته لاعلان ساعة الصفر لمعركة الجرود، بحيث بات متوقعا ما لم تتغير المعطيات القائمة حاليا أن تنطلق بين ليل الخميس وصباح الجمعة القادم، مع العلم أن ساعة الصفر يحددها حصرا أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله، مشيرة الى ان الحزب جهّز فرقتين عسكريتين للمشاركة في المعركة، وسيخوض الهجوم بشكل تدريجي لمواجهة مسلحي أحرار الشام اولا ومن ثم "فتح الشام" واخيرا ارهابيي "داعش".

وتشير المصادر الى ان ارهابيي "داعش" و"فتح الشام" قد وضعا خطة عسكرية موحدة وشكلا "غرفة عمليات" مشتركة قامت بتقسيم تلك الجرود الى مربعات تتواجد فيها فرق قتالية صغيرة، لتقليل فعالية سلاح الجو والمدفعية. وتضيف المصادر: " قرر الارهابيون اعتماد قتال الكرّ والفرّ محاولين استغلال المساحات الشاسعة، معتمدين بصورة خاصة على عمليات التفخيخ ونصب الكمائن، الامر الذي دفع حزب الله للطلب من الجيش السوري تكثيف غاراته على مخازن السلاح والمراكز العسكرية الكبيرة التي تضم الاليات العسكرية، لمحاولة عرقلة انتقال الارهابيين من مكان الى اخر".

وتلفت المصادر النظر الى أن الحزب قد كثّف من وجود وحدات الهندسة لديه لعلمه بأن الطرق المنوي استخدامها ستكون مفخخة، وبالتالي ستتولى هذه الوحدات مهمة فتح الطرق امام قوات النخبة في الحزب. وتقول المصادر: "لن يكون حزب الله مستعجلا في حسم المعركة لأن العجلة تستوجب وقوع عددا كبيرا من الخسائر، وبالتالي سيعتمد مقاتلوه على سياسة القضم، محاولين قدر الامكان حصر الارهابيين في بقعة جغرافية ضيقة". وتكشف المصادر أن الارهابيين سيتعمدون على فرق الانتحاريين لديهم تماما كما يفعلون في سوريا، مشيرة الى ان حزب الله اصبح واعيا لهذا النوع من الهجمات ويعرف كيفية التعامل معها.

أما بالنسبة لما يتعلق باستراتيجية الحزب والجيش السوري فتشير المصادر الى أن خطة العمليات المشتركة مقسمة الى مرحلتين، لافتة الى ان المرحلة الاولى القائمة على العمليّات الجوّية لمراكز القوة لدى الارهابيين قد انتهت محققة كامل الاهداف، بينما ستكون المرحلة الثانية هي مرحلة الهجوم البري. وتقول المصادر: "يسعى الفريق المهاجم الى الفصل بين مناطق "داعش" و"فتح الشام" مما يجعل امير النصرة أبو مالك التلّي في وضع صعب قد يدفعه للاستسلام والتفاوض للهروب والظفر بمبلغ الاربعة ملايين دولار الموجود بحوزته".

ماذا عن عرسال؟

تكشف مصادر "النشرة" أن ​الجيش اللبناني​ انهى استعداداته لمواكبة معركة الجرود وحماية عرسال، خصوصا بظل موجة الخوف الكبيرة التي تعتري أهل البلدة من تحرك المسلحين المتواجدين فيها فور انطلاق المعركة، مشيرة الى ان الحركة فيها اليوم هادئة، ولا يبدو حتى الساعة أن المسلحين فيها يتحضرون لأي عمل عسكري، مشددة على ان هذا الامر لا يعني الجلوس وانتظار المفاجآت. وتضيف المصادر: "جهزت الدولة اللبنانية اماكن في عرسال لاستقبال النازحين المتواجدين في الجرود اذ من المتوقع ان تشهد تلك المنطقة نزوحا واسعا فور انطلاق المعارك، مع الأخذ بعين الاعتبار منع تسلل المسلحين والارهابيين الى داخل البلدة، او باتجاه المخيمات ضمن منطقة عمليات الجيش في وادي عطا والحصن ومدينة الملاهي.

اذا اصبحت المعركة العسكرية على الابواب، والنتيجة وإن كانت معروفة سلفا بهزيمة الارهابيين الا انها تبقى معركة كبيرة فيها تخوف من تحرك المسلحين المتواجدين ضمن بلدة عرسال ومخيماتها والذين يقدّر عددهم بنحو 3 الى 4 الاف مسلح، فهل نشهد تطورات دراماتيكية تغير المشهد القائم اليوم في بلدة عرسال المحتلة؟.